خطبة

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: فَضْلُ شَهْرِ رَمَضَانَ

07.03.2024
نَحْنُ عَلَى أَبْوَابِ شَهْرِ رَمَضَانَ الْمُبَارَكِ، وَهُوَ الشَّهْرُ الْوَحِيدُ الَّذِي ذُكِرَ اسْمُهُ فِي الْقُرْانِ الْكَرِيمِ. لَقَدْ اِنْتَهَى شَهْرَانُ مِنَ الْأَشْهُرِ الثَّلَاثَةِ رَجَبٍ وَشَعْبَانَ، وَبَقِي رَمَضَانُ وَنَنْتَظِرُهُ بِحَمَاسٍ. أَمَرَنَا اللَّهُ تَعَالَى كَمَا جَاءَ فِي الْقُرْانِ الْكَرِيمِ: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذٖٓي اُنْزِلَ فٖيهِ الْقُرْاٰنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدٰى وَالْفُرْقَانِۚ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُؕ) الْقُرْانُ الْكَرِيمُ الَّذِي أُرْسِلَ كَدَلِيلٍ لِلْإِنْسَانِيَّةِ، بَدَأ نُزُولُهُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَارِ حِرَاءَ بِمَكَّةَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ رَمَضَانَ في عَامٍ سِتُّمِائَةٍ وَعَشَرَةٍ مِيلَادِي. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى الَّذِي خَلَقَنَا مِنْ الْعَدَمِ "أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يَتْرُكَ سُدًى". بَعْدَ أَنْ خَلَقَ اللَّهُ الْإِنْسَانَ لَمْ يَتْرُكْهُ وَحْدَهُ، بَلْ عَلَّمَهُ كَيْفَ يَقِفُ عَلَى الطَّرِيقِ لِجَعْلِ الْحَيَاةِ ذَاتَ مَعْنًى عَنْ طَرِيقِ الْقُرْانِ وَالسُّنَّةِ.

خطبة

تَزْكِيَةُ النَّفْسِ

29.02.2024
إنَّ الْإِنْسَانَ الَّذِي خُلِقَ عَلَى أَنَّهُ أَشْرَفُ الْمَخْلُوقَاتِ هُوَ كَائِنٌ مُكَوَّنٌ مِنْ جَسَدٍ وَرُوحٍ. بِالْإِضَافَةِ إلَى وُجُودِ جَسَدِ الْإِنْسَانِ لَدَيْهِ أَيْضًا رُوحٌ هِيَ أَسَاسُ وُجُودِهِ، وَلَكِنْ لَا يُمْكِنُنَا رُؤْيَتُهَا بِالْعَيْنِ الْمُجَرَّدَةِ. كَمَا أَنَّ الصِّحَّةَ الْبَدَنِيَّةَ ضَرُورِيَّةٌ لِاسْتِمْرَارِ حَيَاتِنَا؛ فَإِنَّ الصِّحَّةَ النَّفْسِيَّةَ أَيْضًا ضَرُورِيَّةٌ. دِينُنَا الْإِسْلَامُ الْعَظِيمُ يُعْطِى أَهَمِّيَّةً كَبِيرَةً لِتَزْكِيَةِ النَّفْسِ وَتَنْقِيَةِ الْقَلْبِ مِنْ أَجْلِ تَعْزِيزِ رُوحِنَا الْمَعْنَوِيَّةِ وَالنَّفْسِيَّة. إنَّ اتِّبَاعَ الْغَرِيزَةِ وَالْخُضُوعِ لِلشَّهْوَةِ وَرَغَبَاتِ النَّفْسِ الْبَشَرِيَّةِ، سَيُنْزِلُ الْإِنْسَانَ الَّذِي خُلِقَ فِي مُسْتَوَى أَعْلَى إلَى مُسْتَوَى أَسْفَلِ السَّافِلِينَ. بَيْنَمَا تَهْذِيبُ النَّفْسِ يَقُودُ الْإِنْسَانَ إلَى الْكَمَالِ وَهُوَ غَايَةُ الْوُجُودِ.

خطبة

يلةُ البراءةِ ليلةُ الاستغفار

22.02.2024
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْكِرَام، قَدْ اقْتَرَبَ شَهْرُ رَمَضَانَ الْمُبَارَكِ الَّذِي لَهُ أَهَمِّيَّةٌ عَظِيمَةٌ فِي حَيَاتِنَا. يَوْمُ السَّبْتِ الْمُقْبِلِ وَهِيَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ (لَيْلَةُ الْبَرَاءَةِ) لَيْلَةُ الْخَامِسِ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ. كَلِمَةُ "الْبَرَاءَةِ" تَعْنِي التَّخَلُّصَ مِنْ الدُّيُونِ وَالذُّنُوبِ وَالْعِقَابِ، وَالتَّقَرُّبَ إلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَالْوُصُولَ إلَى رَحْمَتِهِ وَمَغْفِرَتِهِ. سُمِّيَتْ هَذِهِ اللَّيْلَةُ بِلَيْلَةِ الْبَرَاءَةِ لِأَنَّهَا بُشِّرَتْ بِكَثْرَةِ الرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ فِيهَا. وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَهَمِّيَّةِ تِلْكَ اللَّيْلَةِ: « إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا يَوْمَهَا فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلَا كَذَا أَلَا كَذَا حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ »

خطبة

لَا عُنْصُرِيَّةَ فِي دِينِنَا

15.02.2024
الْعُنْصُرِيَّةُ هِيَ أَنْ يَحْكُمَ الْإِنْسَانُ عَلى الْآخَرِ بِشَكْلٍ مُسْبَقٍ دُونَ مَعْرِفَتِهِ، وَالْعَدَاوَةِ، وَالتَّفْرِقَةِ فِي مُعَامَلَاتِهِ بِسَبَبِ اخْتِلَافِ الْعِرْقِ، أَوْ اللَّوْنِ، أَوْ الدِّينِ. وَفِي عَصْرِنَا هَذَا نُشَاهِدُ نَتَائِجَ نَاشِئَةً عَنْ هَذَا الْخَطَأِ كَالْحَرْبِ وَالظُّلْمِ والدُّمُوعِ. مَلَايِينٌ مِنَ النَّاسِ الَّذِينَ يَعِيشُونَ فِي مَنَاطِقَ مُخْتَلِفَةٍ يَتَعَرَّضُون لِلْإِبَادَة الْجَمَاعِيَّة، وَاَلَّذِين يَبْقُونَ عَلَى قَيْدِ الْحَيَاةِ يَنْتَقِلُونَ مِنْ وَطَنِهِم، ويَكُونُونَ لَاجِئِينَ. إِنَّ كَوْنَ الْإِنْسَانِ يَتَكَبَّرُ عَنْ الشَّخْصِ الْآخَرِ بِسَبَبِ اخْتِلَافِ الْأَجْنَاسِ عَلَامَةٌ تُشِيرُ إلَى مَرَضٍ نَفْسِيٍّ يَحْتَاج لِلْعِلَاج.

خطبة

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: التَّقْوَى

08.02.2024
التَّقْوَى هُوَ الْتِزَامُ طَاعَةِ اللَّهِ، وَاجْتِنَابُ مَا حَرَّمَ، وَوِقَايَةُ النَّفْسِ مِنْ عِصْيَانِ أَوَامِرِ اللَّهِ وَنَوَاهِيهِ، وَمَا يَمْنَعُ رِضَاه. التَّقْوَى هُوَ الْمِقْيَاسُ الْوَحِيدُ الَّذِي يُكْسِبُنَا قِيمَةً عِنْدَ اللَّهِ. إِنَّ مِيزَانَ التَّفَاضُلِ بَيْنَ النَّاسِ فِي دِينِنَا لَيْس الْمَنْصِبُ، وَلَا المَالُ، وَلَا الْعِرْقُ، وَلَا الْجِنْسُ. وَهَذِهِ الْآيَةُ تُشِيرُ إلَيْنَا بِهَذِهِ الْحَقِيقَةِ: (اِنَّ اَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّٰهِ اَتْقٰيكُمْؕ اِنَّ اللّٰهَ عَلٖيمٌ خَبٖيرٌ) إِنَّ أَفْضَلَ النَّاسِ فِي الْإِسْلَامِ هُوَ مَنْ أَكْرَمَهُ اللَّهُ بِالإِيمَانِ، وَذُو قَلْبٍ سَلِيمٍ، وَعِنْدَه أَعْمَالٌ صَالِحَةٌ، واللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مَعَ هَؤُلَاءِ الْأَتْقِيَاءِ وَهُوَ مَعَهُمْ أَيْنَمَا كَانُوا. وَأَعَدَّ لِلْمُتَّقِينَ الْجَنَّةَ الَّتِي فِيهَا نِعَمٌ لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى. 

خطبة

خُطْبَةُ الْجُمُعَة – لَيْلَةُ الْإِسْرَاءِ وَالْمِعْرَاجِ

02.02.2024
سَنَقْضِي لَيْلَةَ الْإِسْرَاءِ وَالْمِعْرَاجِ الَّتِي لَهَا أَهَمِّيَّةٌ كَبِيرَةٌ فِي الْإِسْلَامِ فِي لَيْلَةِ يَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ الْمُقْبِلِ إنْ شَاءَ اللَّهُ. وَفِي أَوَاخِرِ الْعَهْدِ الْمَكِّيِ عِنْدَمَا زَادَ الْمُشْرِكُونَ الظُّلْمَ وَالْأَذَى عَلَى رَسُولِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي أُرْسِلَ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ وَعَلَى الْمُسْلِمِينَ، جَرَتْ حَادِثَةُ الْإِسْرَاءِ وَالْمِعْرَاجِ بِفَضْلِ اللَّهِ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضْلًا وَكَرَمًا. لَقَدْ وَرَدَتْ هَذِهِ الْحَادِثَةُ الْمُبَارَكَةُ فِي الْقُرْانِ الْكَرِيمِ:(سُبْحَانَ الَّـذٖٓي اَسْرٰى بِعَبْدِهٖ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ اِلَى الْمَسْجِدِ الْاَقْصَا الَّذٖي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ اٰيَاتِنَاؕ اِنَّهُ هُوَ السَّمٖيعُ الْبَصٖيرُ)

خطبة

التَّوْبَةُ وَاللُّجُوءُ إِلَى اللَّهِ

25.01.2024
الْحِكْمَةُ عَلَى أَنَّ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَوَّلُ إنْسَانٍ خَلَقَهُ اللَّهُ تَعَالَى أَيْ أَوَّلُ خَلِيفَةٍ فِي الْأَرْضِ، هُوَ لِأَنَّهُ أَذْنَبَ ذَنْبًا ثُمَّ تَابَ إِلَى اللَّهِ، وَاسْتَغْفَرَ. نَفْهَمُ مِنْ هَذِهِ الْقِصَّةِ أَنَّ تَارِيخَ الْبَشَرِيَّةِ بَدَأَ بِالتَّوْبَةِ، وَنَفْهَمُ أَيْضًا مِنَ الْقُرْآنِ أَنَّ إبْلِيسَ الَّذِي عَصَى اللَّهَ بِسَبَبِ تَكَبُّرِهِ حَيْثُ قَال:" قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي". وَكَانَتْ خَطِيئَةُ الْإِنْسَانِ أَنْ يَتْبَعَ هَوَاهُ، بَيْنَمَا خَطِيئَةُ الشَّيْطَانِ كَانَتْ بِسَبَبِ تَكَبُّرِهِ. كَوْنُ الْإِنْسَانِ نَشَأَ مِنْ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ حَدَثَ عِنْدَمَا تَحَوَّلَ الذَّنْبُ لِطَاعَةٍ، وَأَمَّا كَوْنُ إبْلِيسَ نَشَأَ مِنْ الشَّيْطَانِ حَدَثَ بِسَبَبِ اسْتِمْرَارِهِ فِي التَّمَرُّدِ وَالطُّغْيَانِ. كُلُّ إنْسَانٍ لَدَيْهِ الْقُدْرَةُ عَلَى أَنْ يَعِيشَ عَزِيزًا كَآدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَوْ ذَلِيلًا وَالْعِيَاذُ بِاَللَّهِ كَإِبْلِيسَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ. فَإِمَّا أَنْ تَتُوبَ وَتَصِلَ لِمَرْتَبَةٍ عَالِيَةٍ فِي الْجَنَّةِ أَوْ تَعْصِيَ اللَّهَ حَتَّى لِدَرَجَةٍ تَتَعَجَّبُ مِنْك الشَّيَاطِينِ.
PHP Code Snippets Powered By : XYZScripts.com