خطبة
إيمان المؤمن
19.09.2024إنَّ الْمَوْتَ وَالْاخِرَةَ أَمْرَانِ حَقِيقِيَّان، كَمَا هُوَ حَقِيقِيٌّ وُجُودُنَا الْانَ عَلَى الْأَرْضِ. إِنَّ لِوُجُودِنَا حِكْمَةً وَغَايَةً وَهِيَ عِبَادَةُ اللَّهُ. لِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ الْإِنْسَانَ لِيَكُونَ هَائِمًا وَغَيْرَ مَسْؤُولٍ. لَقَدْ خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِأَجْلِ أَنْ يَمْتَحِنَنَا، وَرَزَقَنَا بِنِعَمٍ لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى. وَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ الْكَرِيمِ ﴿وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ۚ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾ واللَّهُ تَعَالَى بِقَوْلِهِ يُرِيدُ مِنَّا أَنْ نَشْكُرَهُ مُقَابِلَ هَذِهِ النِّعَمِ، وَأنْ نُطِيعَ مَا أُمَرَنَا بِهِ، وَنَتَجَنَّبَ مَا نَهَانَا عَنْهُ. وَلَكِنْ مَعَ مُرُورِ الْوَقْتِ يَعِيشُ الْإِنْسَانُ وَهُوَ جَاهِلٌ لِهَذِهِ النِّعَمِ، وَيَنْسَى الْغَايَةَ مِنْ وُجُودِهِ فِي الدُّنْيَا، وَيَبْتَعِدُ عَنْ أَوَامِرِ اللَّهِ لِأَجْلِ الدُّنْيَا وَمَتَاعِهَا.