خطبة الجمعة

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: مكانة دار الأرقم في حياتنا

16.11.2023
كَان الأَرْقَمُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا فِي عُمْرٍ مُبَكِّرٍ، وَكَانَ صَاحِبَ بَيْتِ الْأَرْقَمِ بْنِ أَبِي الْأَرْقَمِ الَّذِي كَانَ بَيْتًا لِلدَّعْوَة الْإِسْلَامِيَّة فِي بِدَايَةِ الدَّعْوَة. وَبِسَبِ زِيَادَةِ ظُلْمِ الْمُشْرِكِينَ واضْطِهَادِهِمْ فِي مَكَّةَ، اتَّخَذَ الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَارَ الْأَرْقَمِ مَقَرًّا لَهُ. وَفِي هَذِهِ الدَّارِ الْمُبَارَكَةِ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُ أَصْحَابَهُ أُمُورَ دِينِهِمْ، وَكَانَ أَيْضًا يَدْعُو النَّاسَ إِلَى الْإِسْلَامِ وَيَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِ اللَّهِ وَيُزَكِّيهِمْ، وَكَانَ يُصَلِّي بِهِمْ.

الْمُحَاوَلَةُ فِي الْخَيْرِ رَغْمَ كُلِّ الصُّعُوبَاتِ

09.11.2023
يَمُرُّ الْكَثِيرُ مِنْ النَّاسِ حَوْلَ الْعَالِم، بِأَوْقَاتٍ صَعْبَةٍ بِسَبَبِ الكَوَارِثِ الطَّبِيعِيَّةِ، وَالْحُرُوبِ، والأزماتِ الْأُخْرَى. وَبِمَا أَنَّ الْبَعْضَ لَا يَجِدُ ظُرُوفَ مَعِيشَةٍ صِحِّيَّةٍ جَيِّدَةٍ، وَالْبَعْضَ لَا يَحْصُلُ عَلَى التَّغْذِيَةِ الْكَامِلَةِ، وَالْعِلَاجِ الْمُنَاسِبِ، وَالْبَعْضَ لَا يَسْتَطِيعُ الْحُصُولَ عَلَى التَّعَلُّمِ الْمُنَاسِبِ، والبِيئَةِ الْآمَنَةِ، فَإِنَّهُمْ يُضْطَرُّونَ إلَى اللُّجُوءِ إلَى مُدَنٍ ومَنَاطِقَ آمِنَةٍ مِنْ أَجْلِ تَوْفِيرِ مُسْتَقْبِلٍ أَفْضَلَ لأطْفَالِهِم. ويُغَادِرُ الْكَثِيرُ مِنْ النَّاسِ مَنَازِلَهُمْ بِسَبَبِ الاِشْتِبَاكَاتِ والهُجُومَاتِ الْعَنِيفَةِ. تَمَّ إخْلَاءُ الْقُرَى، وَهَاجَرَ النَّاسُ إلَى أَمَاكِنَ أُخْرَى. خَاصَّةً فِي الآوِنَةِ الْأَخِيرَةِ هُنَاكَ المَلَايِينُ مِن الْأَشْخَاصِ الَّذِينَ غَادَرُوا بِلَادَهُمْ بِسَبَبِ الكَوَارِثِ الطَّبِيعِيَّةِ، وظُرُوفِ الْحَرْبِ، ويَبْحَثُونَ عَنْ مُسْتَقْبَلٍ لِأَنْفُسِهِمِ ولعَائِلَتِهِمِ. وَالْبَشَرُ مِنْ جَمِيعِ الفِئَاتِ أَطْفَالًا وَأَوْلَادًا ونساءً وَرِجَالا كِبارَ السِّنِ يُكَافِحُونَ مِنْ أَجْلِ التَّمَسُّكِ بِالْحَيَاةِ.

الدعوة إلى الضمير

03.11.2023
نَجِدُ فِي قُلُوبِنَا الرَّحْمَةَ بِالْأَبْنَاءِ، وَتَقْدِيرَ الْأُمَّهَاتِ، وَالْمَوَدَّةَ لِلْأَزْوَاجِ. إنَّ الضَّمِيرَ هُوَ الْخَيْرُ الَّذِي نَجِدُهُ فِي مَشَاعِرِنَا وَأفْكَارِنَا دُونَ أيِّ تَأْثِيرٍ خَارِجِيٍّ. وَلِهَذَا السَّبَبِ أَوْصَى نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ أَنْ يَحْفَظُوا قُلُوبَهَم لِلْخَيْرِ، وَأَوْصَاهُم أَيْضًا بِالرُّجُوعِ إلَيَ ضَمَائِرِهِم عِنْدَ اتِّخَاذِ القَراَرَاتِ. رُوِيَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ نَبِيَّنَا (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ) قَالَ:«إنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ إصْبَعَيْنِ مِنْ أصَابِعِ الرَّحْمنِ يُقلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ.»

الدعوة إلى الإنسانية

27.10.2023
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْكِرَام، إنَّ حَيَاةَ الْإِنْسَانِ مُقَدَّسَةٌ لَا يَجُوزُ لِأَحَدٍ أَنْ يَعْتَدِي عَلَيْهَا. لِأَنَّهَا قَبْلَ أَيِّ    شَيْءٍ تَكْتَسِبُ قِيمَتَهَا بِخَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى لِخَلْقِهِ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ. كُلُّ إنْسَانٍ مُوَقَّرٌ بِسَبَبِ فِطْرَتِه الَّتِي تَجْعَلُهُ إنْسَانًا. وَيُشِيرُ نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   إلَى الْأَشْيَاءِ الْمُهِمَّةِ الْمُشْتَرَكَةِ بَيْنَ الْبَشَرِ بِقَوْلِهِ "مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ". وَلَا شَكَّ أَنَّ خَلَقَ الْإِنْسَانِ فِي حَدِّ ذَاتِهِ مَظْهَرٌ مِنْ مَظَاهِرِ الرَّحْمَة الْفَرِيدَة. وَالْإِنْسَانُ أَيْضًا وَصَلَ إلَى قِيمَةٍ لَا تَتَحَمَّلُهَا الْجِبَالُ وَالْمَخْلُوقَاتُ كَافَّةً بِتَلَقِّي الْوَحْي. إنَّ الْوَحْيَ الَّذِي وَصَلَ إلَي الْإِنْسَانِ عَبْرَ التَّارِيخِ يَحُثُّ الْإِنْسَانَ عَلَى الْوُصُولِ إلَى الشَّيْءِ الْمُشْتَرَكِ بَيْنَ النَّاسِ رَغْمَ اِخْتِلافِنا. وَتُشِير الْآيَةُ إلَى أَنْ كُلَّ الِاخْتِلَافَاتِ بَيْنَ النَّاسِ تَهْدِفُ إِلىَ حِكْمَةٍ إلَهِيَّةٍ وَاحِدَةٍ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ). إنَّ اخْتِلَافاتِنَا تُذَكِّرُنَا بِاَللَّهِ بِكَوْنِهِ وَضْعَ الرَّحْمَةِ فِينَا.

الدعوة إلى الرحمة والعدالة

20.10.2023
دينُنا دِينُ الإِسْلامِ وَالْعَدْلِ وَالرَّحْمَةِ. في الإِسْلامِ كُلُّ إِنْسَانٍ لَدَيْهِ حُرْمَةٌ في الدِّينِ وَالنَّفْسِ وَالْمَالِ. نَبِيُّنَا الَّذِي بُعِثَ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ عَلِمَ الإِنْسَانُ أَنَّ الْحَرْبَ لَهَا أَيْضًا أَخْلَاقٌ وَقَانُونٌ. حَتَّى في الْحَرْبِ أَمَرَنَا رَسُولُنَا بِعَدَمِ إِيذَاءِ النِّسَاءِ وَكِبَارِ السِّنِّ وَالْأَطْفَالِ وَالْمَعَابِدِ وَحَتَّى النَّباتَاتِ وَالْحَيَوَانَاتِ. نَحْنُ الْمُسْلِمُونَ مُأْمُورُونَ بِمُعَارَضَةِ الظُّلْمِ وَمَنْعِهِ أَيًّا كَانَ مَصْدَرُهُ وَأَيًّا كَانَ الْمُوَجَّهُ إِلَيْهِ. وَالظَّالِمُ ظَالِمٌ سَوَاءٌ كَانَ مِنَّا أَوْ لَيْسَ مِنَّا. وَالْمَظْلُومُونَ مَظْلُومُونَ سَوَاءٌ كَانُوا مِنَّا أَمْ لَيْسُوا مِنَّا. وَمِنْ وَاجِبِنَا الإِيمَانِيِّ وَالإِنْسَانِيِّ أَنْ نَحْمِي وَنَرْحَمِ المَظْلُومِينَ سَوَاءً كَانُوا مِنَّا أَمْ لَا، لِمُجَرَّدِ أَنَّهُم بَشَرٌ وَرُوحٌ. أَمَرَنَا اللَّهُ في الْقُرْآنِ أَنْ نَكُونَ بِجَانِبِ الْحَقِيقَةِ وَالْعَدْلِ، حَتَّى لَوْ كَانَ مُؤْلِمًا في أَيِّ وَقْتٍ كَانَ وَتَحْتَ أَيِّ ظُرُفٍ مِنَ الظُّرُوفِ.

الأمرُ بالمعروف والنهْيُ عن المُنْكَر

13.10.2023
إنّ الله سُبحانَه تعالى أرْسَلَ النبيَّ رحمةً لِلْبشريَّة وخاضِعًا لأوامرِه كما في الآية التي ذَكَرْناها في بدايةِ الخطبة. وفي آية أخْرَى قال تعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ ۗ وَلَوْ ءَامَنَ أَهْلُ ٱلْكِتَٰبِ لَكَانَ خَيْرًۭا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ ٱلْفَٰسِقُونَ). وبأمرٍ مِن اللهِ تَشَرَّفَ الرَّسولُ بوظيفةِ تَسْتَمِرُّ إلى يومِ القيامة. يَجِبُ على كلِّ مسلمٍ أنْ يَدْعُوَ إلى كلِّ خيرٍ يُحِبُّهُ الله، ويَأْمُرَ بالمَعروفِ الذي دَلَّ عليه الشرعُ، وحَسَّنَه العقل، ويَنْهِي عن المُنْكَرِ الذي نَهَى عنه الشرعُ وقبَّحَه العقل.

التغذي بالحلال الطيب

05.10.2023
نحن كَبَشرٍ نَحتاجُ إلى الطعامِ والشَّرابِ للبَقاءِ على قَيدِ الحياة في هذه الدُّنيا التي أرْسَلَنا الله إليها للاِمتحان. لا ‏يُمْكِنُنا أنْ نَعِيشَ بِدُونِ طعامٍ وشَراب. وإنَّ دينَنا الإسلام لَمْ يَتْرُكْنا بدون توجيه في هذا الصَّدَد. وإنَّ اللهَ لا يَأمُرُنا بشيء دونَ حِكْمَةٍ. وأمَّا ما يَتعلَّقُ ‏بموضوعِ الطعامِ والشَّراب فالحلالُ بَيِّن، والحرام بَيِّن. وعَلَيْنا نحن كَمُسلمِين أنْ نحاوِلَ البَقاءَ في دائرةِ الحلال.‏
PHP Code Snippets Powered By : XYZScripts.com