الإتحادُ قُوَّةٌ فِي الْمُجْتَمَعِ
07.12.2023إنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى خَلَقَ كُلَّ الْمَخْلُوقَاتِ مِنْ الْعَدَمِ وَأَطْلَقَ عَلَى أَفْضَلِ خَلْقِهِ لَفْظَ "إنْسَان". عِنْدَمَا نَنْظُرُ إلَى كَلِمَةٍ "إنْسَانٍ" نَرَى أَنَّهَا مِنْ جَذْرِ "أُنَس" مِنْ الْإِينَاسِ الَّتِي تَأْتِي بِمَعْنَى الصَّدَاقَةِ والتَّعَارُفِ. بِمُجَرَّدِ أَنَّ يَأْتِيَ الْإِنْسَانُ إلَى الدُّنْيَا بَيْنَ عَائِلَةٍ، يَبْدَأُ حَيَاتَهُ وَهُوَ يَشْعُرُ بِالاِنْتِمَاءِ إلَى هَذِهِ العَائِلَةِ. وَثُمَّ يَزِيدُ هَذَا الشُّعُورُ تَدْرِيجِيّا بانْتِمائِه إلَى حَيِّهِ ومَدِينَتِهِ وَبَلْدَهِ الَّذِي يَعِيشُ فِيهِ. شُعُورُ الانْتِمَاءِ هَذَا هُوَ شُعُورٌ إِنْسانِيٌّ وَشُعُورٌ قَيِّم. لَكِنْ بِالنِّسْبَةِ لِلْمُؤْمِنِ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، يَكُونُ شُعُورُ الْإِنْسَانِ أَنَّهُ عَبْدُ لِلَّهِ، أَكْثَرَ أَهَمِّيَّةً مِنْ شُعُورِ الانْتِمَاءِ هَذَا. فَالْمُسْلِمُ يَبْنِي شَخْصِيَّتَهُ بِكَوْنِهِ عَبْدًا لِلَّهِ، وَمِنْ أَمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ.