خطبة الجمعة

خُطْبَةُ الْجُمُعَة ١٩/ ٤/٢٠٢٤– الْعِفَّةُ فِي الْإِسْلَامِ

19.04.2024
يَصِفُ الْقُرْانُ الْكَرِيمُ الْعِبَادَ الْمُؤْمِنِينَ الْمَقْبُولِينَ عِنْدَ اللَّهِ بِقَوْلِهِ: (وَالَّذٖينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَۙ). الْعِفَّةُ تَعْنِي الِابْتِعَادَ عَنِ الْحَرَامِ، وَتَجَنُّبَ الْأَقْوَالِ وَالْأَفْعَالِ الْحَرَامِ، وَأنْ نَكُونَ ذَا حَيَاءٍ وَاحْتِشَامٍ، وَأَنْ نَعِيشَ حَيَاةً مَبْنِيَّةً عَلَى الْقِيَمِ وَالْأخْلاقِ الْإِسْلَامِيَّة. وَعَرَّفَ كِبَارُ الْعُلَمَاءِ الْعِفَّةَ بِأَنَّه: "تَعْنِي الْبُعْدَ عَنْ الْفَوَاحِشِ وَالرَّذَائِلِ، وَالْقُدْرَةَ عَلَى ضَبْطِ الشَّهَوَاتِ الَّتِي تَدْعُو إلَيْهَا النَّفْسُ الْبَشَرِيَّةُ، فَهِي جُبِلَتْ عَلَى حُبِّ الْهَوَى، وَطَاعَةِ النَّفْسِ الْأَمَّارَةِ بِالسُّوءِ، وَكُلَّمَا ابْتَعَدَ الْمُسْلِمُ عَنْ الشَّهَوَاتِ وَالْمَلَذَّاتِ كَانَ أَقْرَبَ لِلتَّحَلِّي بِالْعِفَّةِ الَّتِي تُوَصِّلُ إلَى تَقْوَى اللَّهِ وَالْقُرْبِ مِنْهُ". دِينُنَا الْإِسْلَامُ يَأْمُرُنَا بِأَنْ نُحَافِظَ عَلَى أَنْفُسِنَا مِنَ الشَّهَوَاتِ النَّفْسِيَّةِ، وَيُذُمُّ الْمُبَالَغَةَ وَتَعَدِّي الْحُدُودِ فِي كُلِّ شَيْءٍ.

خُطْبَةُ الْجُمُعَة ١٢/ ٤/٢٠٢٤– فَضْلُ شَهْرِ شَوَّالٍ

12.04.2024
كُلُّ عِبَادَةٍ نَقُومُ بِهَا تُقَرِّبُنَا إلَى اللَّهِ أَكْثَرَ. الصَّوْمُ يُهَذِّبُ نُفُوسَنَا وَيُقَوِّي إرَادَتَنَا، وَالصَّلَاةُ تَجْعَلُنَا نَقِفُ أَمَامَ اللَّهِ خَمْسَ مَرَّاتٍ فِي يَوْمٍ، وَالزَّكَاةُ وَالصَّدَقَةُ تُزَكِّى أَمْوَالَنَا وَتُقَوِّى التَّكَافُلَ الِاجْتِمَاعِيَّ والْأُخُوَّةَ، وَالْحَجُّ مِنْ أَكْبَرِ الْمُؤَشِّرَاتِ الَّتِي تَجْمَعُنَا مَعَ جَمِيعِ النَّاسِ، وَتُظْهِرُ خُضُوعَنَا لِلَّه، وَالْقُرْانُ نُورٌ إِلَهِيُّ يُرَقِّقُ قُلُوبَنَا وَيُوَصِّلُنَا إلَى سَعَادَةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. فَلِذَلِكَ كُلُّ عِبَادَةٍ نَقُومُ بِهَا يَجْزِينَا اللَّهُ حَسَنَةً فِي الدُّنْيَا وَالْاخِرَةِ؛ لِأَنَّ كُلَّ الْعِبَادَاتِ الَّتِي نَقْضِيهَا اسْتِثْمَارٌ يَأْتِي لَنَا بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّعَادَةِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. فَلِذَلِكَ يَنْبَغِي أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي أَدَاءِ الْعِبَادَاتِ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَمَرْحَلَةٍ مِنْ حَيَاتِنَا، وَلَيْسَ فِي أَيَّامٍ مُعَيَّنَةٍ فَقَطْ.

فَضَائِلُ لَيْلَةِ الْقَدْرِ

04.04.2024
الْأَمَاكِنُ الْمُبَارَكَةُ مِثْلُ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَالْقُدْس لَقَدْ اكْتَسَبَتْ مَعْنًى وَأَهَمِّيَّةً خَاصَّةً بِالْأَحْدَاثِ الَّتِي وَقَعَتْ فِي التَّارِيخِ وبوجود الْأَنْبِيَاءِ فيها. إِنَّ شَهْرَ رَجَبٍ، وَشَعْبَانَ، وَرَمَضَانَ يُسَمَّى بِالْأَشْهُرِ الثَّلَاثَةِ الْمُبَارَكَةِ بِسَبَبِ أَنَّ بِهَا لَيَالِيَ مُبَارَكَةً. وَمِنْ بَيْنَ هَذِهِ اللَّيَالِي لَيْلَةُ أُنْزِلَ الْقُرْانُ فِيها، وَمُدِحَتْ فِي الْقُرْآنِ. وَقَدْ أَوْصَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ بِالتَّحَرِّي عَنْ هَذِهِ اللَّيْلَةِ الْمُبَارَكَةِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ. وَهَذِهِ اللَّيْلَةُ هِيَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ وَهِيَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ.

فَضْلُ الِاعْتِكَاف وَفَوَائِدُه

28.03.2024
نَحْنُ نَقْتَرِبُ مِنْ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ وهو أَفْضَلُ الْأَيَّامِ فِي الْعَامِ. وَبِهَذِهِ الْأَيَّامِ تَصِلُ كُلُّ عِبَادَةٍ لَنَا مَعَ الصِّيَامِ إِلَى أَعْلَى دَرَجَاتٍ، وَيَزْدَادُ ثَوَابُ هَذِهِ الْعِبَادَاتِ. عِنْدَمَا يُقَالُ الْعَشْرُ الأَوَاخِرُ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، أَوَّلُ شَيْءٍ يَأْتِي لِلْعَقْلِ هُوَ الِاعْتِكَافُ. الِاعْتِكَافُ هُوَ الِابْتِعَادُ عَنِ كُلِّ أَعْمَالِ الدُّنْيَا، وَقَضَاءُ كُلِّ الْوَقْتِ بالعِبَادَةِ فِي الْمَسْجِدِ. 

فَضَائِلُ وَخَصَائِصُ شَهْرِ رَمَضَانَ

14.03.2024
شَهْرُ رَمَضَانَ الْمُبَارَكُ الَّذِي نَحْنُ فِيهِ، هُوَ شَهْرٌ مُثْمِرٌ، وأَكْرَمَنَا اللَّهُ بِهَذَا الشَّهْرِ مِنْ أَجْلِ الْعِبَادَةِ، وَتَطَوَّرِ الْوَعْي الْأَخَوِيِّ وَالتَّكَافُلِ الِاجْتِمَاعِيِّ. وَفِي نَفْسِ الْوَقْتِ أَيْضًا هُوَ شَهْرٌ نُحَاسِبُ فِيهِ أَنْفُسَنَا وَنُقَوِّي إيمَانَنَا. إِنَّنَا كَمُسْلِمِينَ نَتَوَجَّهُ إِلَى اللَّهِ بِالصِّدْقِ وَالْإِخْلَاصِ فِي عِبَادَاتِنَا فِي هَذَا الشَّهْرِ الْمُبَارَكِ، وَنُزَكِّي وَنُهَذِّبُ أَنْفُسَنَا وَإِرَادَتَنَا بِالصَّوْمِ، وَنَقُومُ بِتَنْقِيَةِ أَمْوَالِنَا مِنَ خِلَالِ الزَّكَاةِ وَصَدَقَةِ الْفِطْرِ، وَنَقْوَى بِوَعِينَا بِكَوْنِنَا أُمَّةً. وَبِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ نُكْمِلُ هَذَا الشَّهْرَ الْمُبَارَكَ الَّذِي نَقْضِي فِيهِ الْعِبَادَةَ لَيْلًا وَنَهَارًا وَنَحْنُ تَائِبُونَ وَعَابِدُونَ وقَائِمُونَ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ. بَعْدَمَا فُرِضَ الصِّيَامُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَعِدُّ اسْتِعْدَادًا مَعْنَوِيًّا بِمَجَيئِ شَهْرِ رَمَضَانَ. كَانَ نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْطِي أَهَمِّيَّةً خَاصَّةً لِرَمَضَانَ، وَكَانَ يُكْثِرُ فِيهِ مِنَ الْعِبَادَةِ. َرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ حِينَ مَجِيئِ رَمَضَانَ: "أَتَاكُمْ رَمَضَانُ، شَهْرُ بَرَكَةٍ يُغْنِيكُمُ اللهُ فِيهِ، فَيُنْزِلُ الرَّحْمَةَ، وَيَحُطُّ الْخَطَايَا، وَيَسْتَجِيبُ فِيهِ الدُّعَاءَ، يَنْظُرُ اللهُ إِلَى تَنَافُسِكُمْ، وَيُبَاهِي بِكُمْ مَلَائِكَتَهُ، فَأَرُوا اللهَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ خَيْرَاً، فَإِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ حُرِمَ فِيهِ رَحْمَةَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ"

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: فَضْلُ شَهْرِ رَمَضَانَ

07.03.2024
نَحْنُ عَلَى أَبْوَابِ شَهْرِ رَمَضَانَ الْمُبَارَكِ، وَهُوَ الشَّهْرُ الْوَحِيدُ الَّذِي ذُكِرَ اسْمُهُ فِي الْقُرْانِ الْكَرِيمِ. لَقَدْ اِنْتَهَى شَهْرَانُ مِنَ الْأَشْهُرِ الثَّلَاثَةِ رَجَبٍ وَشَعْبَانَ، وَبَقِي رَمَضَانُ وَنَنْتَظِرُهُ بِحَمَاسٍ. أَمَرَنَا اللَّهُ تَعَالَى كَمَا جَاءَ فِي الْقُرْانِ الْكَرِيمِ: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذٖٓي اُنْزِلَ فٖيهِ الْقُرْاٰنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدٰى وَالْفُرْقَانِۚ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُؕ) الْقُرْانُ الْكَرِيمُ الَّذِي أُرْسِلَ كَدَلِيلٍ لِلْإِنْسَانِيَّةِ، بَدَأ نُزُولُهُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَارِ حِرَاءَ بِمَكَّةَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ رَمَضَانَ في عَامٍ سِتُّمِائَةٍ وَعَشَرَةٍ مِيلَادِي. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى الَّذِي خَلَقَنَا مِنْ الْعَدَمِ "أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يَتْرُكَ سُدًى". بَعْدَ أَنْ خَلَقَ اللَّهُ الْإِنْسَانَ لَمْ يَتْرُكْهُ وَحْدَهُ، بَلْ عَلَّمَهُ كَيْفَ يَقِفُ عَلَى الطَّرِيقِ لِجَعْلِ الْحَيَاةِ ذَاتَ مَعْنًى عَنْ طَرِيقِ الْقُرْانِ وَالسُّنَّةِ.

تَزْكِيَةُ النَّفْسِ

29.02.2024
إنَّ الْإِنْسَانَ الَّذِي خُلِقَ عَلَى أَنَّهُ أَشْرَفُ الْمَخْلُوقَاتِ هُوَ كَائِنٌ مُكَوَّنٌ مِنْ جَسَدٍ وَرُوحٍ. بِالْإِضَافَةِ إلَى وُجُودِ جَسَدِ الْإِنْسَانِ لَدَيْهِ أَيْضًا رُوحٌ هِيَ أَسَاسُ وُجُودِهِ، وَلَكِنْ لَا يُمْكِنُنَا رُؤْيَتُهَا بِالْعَيْنِ الْمُجَرَّدَةِ. كَمَا أَنَّ الصِّحَّةَ الْبَدَنِيَّةَ ضَرُورِيَّةٌ لِاسْتِمْرَارِ حَيَاتِنَا؛ فَإِنَّ الصِّحَّةَ النَّفْسِيَّةَ أَيْضًا ضَرُورِيَّةٌ. دِينُنَا الْإِسْلَامُ الْعَظِيمُ يُعْطِى أَهَمِّيَّةً كَبِيرَةً لِتَزْكِيَةِ النَّفْسِ وَتَنْقِيَةِ الْقَلْبِ مِنْ أَجْلِ تَعْزِيزِ رُوحِنَا الْمَعْنَوِيَّةِ وَالنَّفْسِيَّة. إنَّ اتِّبَاعَ الْغَرِيزَةِ وَالْخُضُوعِ لِلشَّهْوَةِ وَرَغَبَاتِ النَّفْسِ الْبَشَرِيَّةِ، سَيُنْزِلُ الْإِنْسَانَ الَّذِي خُلِقَ فِي مُسْتَوَى أَعْلَى إلَى مُسْتَوَى أَسْفَلِ السَّافِلِينَ. بَيْنَمَا تَهْذِيبُ النَّفْسِ يَقُودُ الْإِنْسَانَ إلَى الْكَمَالِ وَهُوَ غَايَةُ الْوُجُودِ.
PHP Code Snippets Powered By : XYZScripts.com