
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْكِرَام،
الْإِنْسَانُ الَّذِي هُوَ مِنْ أَشْرَفِ الْمَخْلُوقَاتِ الَّتِي خَلَقَهَا اللَّهُ يَكُونُ فِي الدُّنْيَا عَاجِزًا غَيْرَ قَادِرٍ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. خَلَقَ اللَّهُ قُلُوبَ الْأُمَّهَاتِ وَالْأٓبَاءِ مَلِيئَةً بِمَشَاعِرِ الْحَنَانِ وَالرَّحْمَةِ، وَيُرَبُّونَ أَوْلَادَهُمْ الْمُحْتَاجِين إلَيْهِمْ بِكُلِّ مَا يَسْتَطِيعُونَ مِنْ قُدْرَةِ. إِنَّهُمْ يَسْهَرُون اللَّيَالِي لِكَيْ يَعْتَنُوا وَيُرَبُّوا أَطْفَالَهُمْ، وَيَتَحَمَّلُون صُعُوبَاتٍ كَبِيرَةً لِأَجْلِ كَسْبِ الرِّزْقِ الْحَلَالِ. وَلَا شَكَّ فِي أَنَّ مَنْشَأَ رَحْمَةِ وَحَنَانِ الْأَبَوَيْنِ تُجَاهَ أَطْفَالِهِمْ هُوَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى. إِنَّ اسْمَ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ يَتَّجَلَيَانِ عَلَى الْأُمِّ وَالْأَبِ. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا لَا يُحْصَى عَلَى هَذِهِ النِّعْمَةِ.