خطبة الجمعة

الدعوة إلى الرحمة والعدالة

20.10.2023
دينُنا دِينُ الإِسْلامِ وَالْعَدْلِ وَالرَّحْمَةِ. في الإِسْلامِ كُلُّ إِنْسَانٍ لَدَيْهِ حُرْمَةٌ في الدِّينِ وَالنَّفْسِ وَالْمَالِ. نَبِيُّنَا الَّذِي بُعِثَ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ عَلِمَ الإِنْسَانُ أَنَّ الْحَرْبَ لَهَا أَيْضًا أَخْلَاقٌ وَقَانُونٌ. حَتَّى في الْحَرْبِ أَمَرَنَا رَسُولُنَا بِعَدَمِ إِيذَاءِ النِّسَاءِ وَكِبَارِ السِّنِّ وَالْأَطْفَالِ وَالْمَعَابِدِ وَحَتَّى النَّباتَاتِ وَالْحَيَوَانَاتِ. نَحْنُ الْمُسْلِمُونَ مُأْمُورُونَ بِمُعَارَضَةِ الظُّلْمِ وَمَنْعِهِ أَيًّا كَانَ مَصْدَرُهُ وَأَيًّا كَانَ الْمُوَجَّهُ إِلَيْهِ. وَالظَّالِمُ ظَالِمٌ سَوَاءٌ كَانَ مِنَّا أَوْ لَيْسَ مِنَّا. وَالْمَظْلُومُونَ مَظْلُومُونَ سَوَاءٌ كَانُوا مِنَّا أَمْ لَيْسُوا مِنَّا. وَمِنْ وَاجِبِنَا الإِيمَانِيِّ وَالإِنْسَانِيِّ أَنْ نَحْمِي وَنَرْحَمِ المَظْلُومِينَ سَوَاءً كَانُوا مِنَّا أَمْ لَا، لِمُجَرَّدِ أَنَّهُم بَشَرٌ وَرُوحٌ. أَمَرَنَا اللَّهُ في الْقُرْآنِ أَنْ نَكُونَ بِجَانِبِ الْحَقِيقَةِ وَالْعَدْلِ، حَتَّى لَوْ كَانَ مُؤْلِمًا في أَيِّ وَقْتٍ كَانَ وَتَحْتَ أَيِّ ظُرُفٍ مِنَ الظُّرُوفِ.

الأمرُ بالمعروف والنهْيُ عن المُنْكَر

13.10.2023
إنّ الله سُبحانَه تعالى أرْسَلَ النبيَّ رحمةً لِلْبشريَّة وخاضِعًا لأوامرِه كما في الآية التي ذَكَرْناها في بدايةِ الخطبة. وفي آية أخْرَى قال تعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ ۗ وَلَوْ ءَامَنَ أَهْلُ ٱلْكِتَٰبِ لَكَانَ خَيْرًۭا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ ٱلْفَٰسِقُونَ). وبأمرٍ مِن اللهِ تَشَرَّفَ الرَّسولُ بوظيفةِ تَسْتَمِرُّ إلى يومِ القيامة. يَجِبُ على كلِّ مسلمٍ أنْ يَدْعُوَ إلى كلِّ خيرٍ يُحِبُّهُ الله، ويَأْمُرَ بالمَعروفِ الذي دَلَّ عليه الشرعُ، وحَسَّنَه العقل، ويَنْهِي عن المُنْكَرِ الذي نَهَى عنه الشرعُ وقبَّحَه العقل.

التغذي بالحلال الطيب

05.10.2023
نحن كَبَشرٍ نَحتاجُ إلى الطعامِ والشَّرابِ للبَقاءِ على قَيدِ الحياة في هذه الدُّنيا التي أرْسَلَنا الله إليها للاِمتحان. لا ‏يُمْكِنُنا أنْ نَعِيشَ بِدُونِ طعامٍ وشَراب. وإنَّ دينَنا الإسلام لَمْ يَتْرُكْنا بدون توجيه في هذا الصَّدَد. وإنَّ اللهَ لا يَأمُرُنا بشيء دونَ حِكْمَةٍ. وأمَّا ما يَتعلَّقُ ‏بموضوعِ الطعامِ والشَّراب فالحلالُ بَيِّن، والحرام بَيِّن. وعَلَيْنا نحن كَمُسلمِين أنْ نحاوِلَ البَقاءَ في دائرةِ الحلال.‏

خَاتَمُ النَّبِيِّين

22.09.2023
الأنْبياءُ هُم عِبَادُ اَللَّه المُصْطَفَوْن، تمَّ اِنْتِقَاؤُهم واصْطِفاؤهم مِن دَاخِل اَلأُسرَةِ البَشَرِيَّة. وورد فِي اَلقُرآن ‏اَلكرِيم كلمةُ "اِصطفَى" لِلدَّلالة على هَذا الَأمر. وَفُسِّر بأنَّ الأنْبياءَ هُم نُخْبَةُ الخَلِيقةِ ‏كُلهَا، وأنَّهم مُخَلَّصُونَ مِنَ الصِّفَات السَّيِّئة، ومُزَيَّنُونَ بِالصِّفات الحميدة.

هُوِيَّةُ الْمُؤْمِنِ الْاِجْتِمَاعِيَّة

14.09.2023
لَقد كَرَّم اَللَّه سُبْحانه وَتَعالَى الإنْسانَ أَعظَمَ تَكرِيمٍ مِن بَيْنِ الكائناتِ اَلتِي خلقهَا، ووَصَفَهُ بِأَنهُ "‏المخْلوقُ الأشْرف".‏ لَقدْ عرَّفَ العلماءُ اَلإنْسانَ بِأَنهُ كَائِنٌ اِجْتماعيّ.‏ فإِنَّ مَجِيئَهُ إِلى العَالَمِ يَتِمُّ بِميلادِه فِي اَلأُسرة، اَلتِي هِي أَصغَرُ وَحْدَةٍ فِي المُجْتَمَع. وعِنْدمَا يَكبُرُ، ‏يُصْبِحُ عُضْوًا فِي حيٍّ وَمَدينَةٍ وَدوْلَةٍ على التَّوالِي. وَمِن نَتائِجِ عَلاقَةِ الاِنْتمَاءِ هَذِه: أنْ تَتَكَوَّنَ لَدَيهِ "‏اَلهُوِيَّةُ الْاِجْتماعيَّةُ" اَلتِي تَتَشكَّلُ مَعَ مُرُور الوقْت. إِلَّا أَنَّه عِنْدمَا يَتَعلَّقُ الأمْرُ بِكوْنهِ مُسْلِمًا فَإِنَّ ‏هُويَّتَهُ الإسْلاميَّةُ يَجِبُ أنْ تَأتِيَ فِي مقدِّمةِ ذلكَ كلِّه.‏

اَلْإِيثَارُ عَلَى النَّفْس

07.09.2023
وَاحِدٌ مِنْ أَهَمِّ الصِّفَاتِ التِّيْ يَجِبُ أَنْ تَتَوَاجَدَ فِي الْمُسْلِمِ هُوَ السَّخَاء. السَّخَاءُ هُوَ أَنْ تَفْعَلَ الْخَيْرَ وَتُقَدِّمَ الْعَطَاءَ بِدُونِ إِسْرَافٍ، وَتَسْعَى إِلَى تَلْبِيَةِ اِحْتِيَاجَاتِ الْمُحْتَاجِينَ، وَتَفْعَلَ ذَلِكَ فَقَطْ لِمَرْضَاةِ اللَّه تَعَالَى. السَّخَاءُ فِي الْإِسْلَامِ يُعْتَبَرُ فَضِيلَةً كَبِيرَةً. وَأَعْلَى دَرَجَاتِ السَّخَاءِ هُوَ الْإِيثَار. اَلْإِيثَارُ هُوَ "أَنْ يُقْدِّمَ الْإِنْسَانُ الْمُؤْمِنُ أَخَاهُ عَلَى نَفْسِهِ حَتَّى وَإِنْ كَانَ هُوَ فِي حَاجَةٍ. وَبِتَعْبِيرٍ آخَرَ، اَلإِيثَارُ هُوَ أَنْ تُقَدِّمَ بَعْضَ خُبْزَكَ لِشَخْصٍ مُحْتَاجٍ حَتَّى وَإِنْ كُنْتَ أَنْتَ جَائِعًا.

خُطْبَةُ الْجُمُعَة اِتِّبَاعُ سُنَّةِ الْمُصْطَفَى

31.08.2023
عِنْدَمَا تُذْكَرُ السُّنَّةُ، يَتَبَادَرُ إِلَى أَذْهَانِنَا نَبِيُّنَا مُحَمَّدٍ j. السُّنَّةُ تَعْنِي: اَلْاِتِّبَاعَ والْمَسارَ والتَّطْبِيق. فَسُنَّتُهُ j هِيَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ، وَهِيَ الطَريقُ الَّذِي نَطْلُبُ (أَرْبَعِينَ) 40 مَرَّةً فِي الْيَوْمِ مِنْ رَبِّنَا أَنْ يُرْشِدَنا إِلَيهِ . هُوَ الطَّريقُ الأَوْسَطُ، الطَّريقُ الصَّحيحُ بَعِيدًا عَنْ كُلِّ تَطَرُّف. فإِذَا كَانَ ثَمَّةَ سَبِيل، فَلَا بُدَّ مِنْ أَنْ تَكُونَ هُنَاكَ خَريطَةٌ ، ودَليلٌ وَعَلاماتٌ تَدُلُّ عَلَيه. وَهَذَا الدَّلِيلُ الْمٌرْشِدُ هُوَ نَبِيُّنَا j، أَرْسَلَهُ اللَّهُ مُرْشِدًا لِلْبَشَرِيَّةِ جَمْعَاء. فهو j قَدْ بَلَّغَ نُورَ الْإِسْلامِ والْإيمانِ إِلَى النَّاسِ جَمِيعًا؛ أَحْيَا قِيَمًا مِثْلَ الرَّحْمَةِ والْعَدالَةِ، وَالخَيْرِ والْجَمالِ، وَبَذْلِ الجُهْدِ لِتَصْحِيحِ الْأَخْطَاءِ والْقَضاءِ عَلَى جَميعِ أَنْواعِ الشُّرُورِ وَالْقَبَائِح .
PHP Code Snippets Powered By : XYZScripts.com