خطبة الجمعة ١\١\٢٠٢١ – نَحْوَ أَهْدَافٍ جَدِيدَة
31.12.2020أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْكِرَام،
إِنَّ الْإِنْسَانَ لِكَيْ يَتَسَنَّى لَهُ إدَارَةُ الْوَقْتِ بِشَكْلٍ أَفْضَلَ قَدْ قَامَ بِتَقْسِيمِ الزَّمَنِ إلَى أَيَّامٍ وَأَسَابِيعَ وَشُهُورٍ وَسَنَوَات. وَلَقَدْ سُمِّيَ هَذَا النِّظَامُ وَالتَّرْتِيبُ بِالتَّقْوِيم. وَإِنَّ النَّاسَ فِي الْحَضَارَاتِ الْقَدِيمَةِ الْمُخْتَلِفَةِ عَبْرَ تَارِيخِ الْبَشَرِيَّةِ قَدْ وَضَعُوا تَقْوِيمَاتٍ مُتَعَدِّدَة. وَنَحْنُ الْيَوْمَ نَشْهَدُ الْيَوْمَ الْأَوَّلَ مِنْ عَامِ 2021 (أَلْفَيْنِ وَوَاحِدِ وَعِشْرِينَ) مِنَ التَّقْوِيمِ الْمِيلاَدِيِّ، وَالَّذِي يُعْتَبَرُ أَكْثَرَ التَّقْوِيمَاتِ انْتِشَارًا فِي يَوْمِنَا هَذَا. وَبِالطَّبْعِ فَإِنَّهُ لَا فَرْقَ بَيْنَ الْيَوْمِ الْأَوَّلِ مِنَ التَّقْوِيمِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ مِنْه. فَالشَّمْسُ فِي كُلِّ حَالٍ تَطْلُعُ مِنْ نَفْسِ مَطْلَعِهَا وَتَغِيبُ فِي نَفْسِ مَغْرِبِهَا، وَيَبْدَأُ الْيَوْمُ وَيَنْتَهِي كَمَا فِي أَيِّ يَوْمٍ آخَر. غَيْرَ أَنَّنَا كَمُسْلِمِينَ بِإِمْكَانِنَا أَنْ نَسْتَغِلَّ هَذَا التَّقْسِيمَ الزَّمَنِيَّ فِي التَّخْطِيطِ لِحَيَاتِنَا، وَفِي تَوْجِيهِ طَرِيقَةِ عَيْشِنَا. فَنَسْتَطِيعُ مَثَلاً أَنْ نُحَدِّدَ لِأَنْفُسِنَا أَهْدَافًا مُعَيَّنَةً وَنَعْتَبِرَ هَذِهِ الْأَوْقَاتَ نِقاطَ ابْتِدَاءٍ لَهَا.