خطبة الجمعة ١٢\٣\٢٠٢١ – قولوا قولا سديدا
12.03.2021أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْكِرَام،
إِنَّ مِنْ أَهَمِّ الْعَنَاصِرِ الَّتِي تَجْعَلُ الْمُجْتَمَعَ مُجْتَمَعًا قَوِيًّا وَسَعِيدًا؛ اَلتَّوَاصُلُ الْمُخْلِصُ بَيْنَ أَفْرَادِ الْمُجْتَمَعِ وَالصِّدْقُ فِي الْكَلاَم. وَلِكَوْنِ لُغَةِ الْحِوَارِ لُغَةً صَادِقَةً عَذْبَةً لَيِّنَة، فَإِنَّهَا تَصِيرُ وَسِيلَةً لِلتَّحَابُبِ بَيْنَ النَّاسِ وَتُسَاهِمُ بِالتَّالِي فِي سَعَادَةِ الْمُجْتَمَعِ وَطُولِ عُمْرِه. وَعَلَى الْعَكْسِ مِنْ ذَلِكَ فَإِنْ الْأُسْلُوبَ الْقَاسِي اَلْفَظَّ عَدِيمَ الرَّحْمَةِ مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يَضَعَ الْمَسَافَاتِ بَيْنَ النَّاسِ وَيُبْعِدَ بَعْضَهُمْ عَنْ بَعْض. وَنَتِيجَةً لِذَلِكَ تَتَضَرَّرُ الصَّدَاقَاتُ بَلْ وَالْقَرَابَاتُ وَبِالْجُمْلَةِ جَمِيعُ الْعَلاَقَاتِ الْبَشَرِيَّةِ، وَتَتَأَثَّرُ مِنْ ذَلِكَ بِشَكْلٍ سَلْبِيّ، فَيُنْزَعُ مِنْ قُلُوبِ النَّاسِ الشُّعُورُ بِالثِّقَةِ تِجَاهَ الْآخَرِينَ وَالتَّعَاوُنِ مَعَهُم. وَلِذَلِكَ كُلِّهِ يَنْبَغِي عَلَى الْإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ لَيِّنًا فِي كَلاَمِهِ وَلاَ يَقُولَ إِلاَّ الصِّدْق. يَقُولُ الْمَوْلَى سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لِرَسُولِه الْكَرِيم: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾.