خطبة الجمعة

الشِّتَاءُ رَبِيعُ الْمُؤْمِنِ

31.10.2024
لَقَدْ خَلَقَ اللَّهُ الْوَقْتَ لِيَسْتَفِيدَ مِنْهُ الْإِنْسَانُ وَقَسَّمَهُ لِأَقْسَامٍ لِيَسْتَطِيعَ الْإِنْسَانُ اسْتِغْلَالَ هَذَا الْوَقْتِ بِشَكْلٍ مُثْمِرٍ. وَخَلَقَ الْكَوْنَ بِشَكْلٍ مُتَوَازِنٍ؛ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، وَالصَّيْفَ، وَالشِّتَاءَ، وَالرَّبِيعَ، وَالْخَرِيفَ. كُلُّ شَيْءٍ فِي الْكَوْنِ يَتَطَوَّرُ وَيَزُولُ مَعَ مُرُورِ الْوَقْتِ.

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: الإنفاق في سبيل الله

24.10.2024
الْإِنْفَاقُ هُوَ أَنْ نُخْرِجَ مِنْ النِّعَمِ وَالْأَمْوَالِ الَّتِي أَنْعَمَنَا اللَّهُ بِهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ دُونَ مُقَابِل. الْإِنْفَاقُ هُوَ رِعَايَةُ الْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ، وَالْحِفَاظُ عَلَيْهِمْ. وَمِنْ مَعَانِي الْإِنْفَاقِ أَيْضًا أَنْ نَبْذُلَ جُهْدًا لِنُقَدِّمَ الْخَيْرَ لِعَائلَاتِنَا، وَأَصْحَابِنَا، وَأَقَارِبِنَا وَجِيْرَانِنا وَإِخْوَانِنَا الْمُسْلِمِينَ، وَلِجَمِيعِ النَّاس. إِنَّ الْإِنْفَاقَ مِمَّا أَكْرَمَنَا اللَّهُ بِهِ يَشْفِي الْقُلُوب. عِنْدَمَا نُنْفِقُ عَلَى الْاخَرِينَ يَتَقَوَّى رِبَاطُ الْأَمَانِ وَالسَّعَادَةِ وَالِاتِّحَادِ وَالتَّعَاوُنِ بَيْنَنَا، وَبِه تَزُولُ الْمَشَاكِلُ أَيْضًا. وَالْمُؤْمِنُون يَنَالُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ بِالْإِنْفَاقِ وَالتَّعَاوُنِ. وَكَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ» وَيُخْبِرُنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيثٍ قُدْسِيّ اخَرٍ قَالَ: «قال الله: يا ابْنَ آدَمَ أنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ»

القرآن الكريم أعظم هداية

17.10.2024
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْكِرَام، اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، الَّذِي خَلَقَ هَذَا الْكَوْنَ دَارًا لِلِامْتِحَان، لَمْ يَتْرُكْنَا وَحْدَنَا فِي هَذَا الإِمْتِحَانِ، بَلْ أَرْسَلَ لَنَا رُسُلًا وَأَنْبِيَاءً لِكَيْ يُعَلِّمُونَا الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ، وَالْخَيْرَ وَالشَّرَّ، وَالصَّوَابَ وَالْخَطَأَ. الْقُرْانُ، هُوَ الْكِتَابُ الْأَخِيرُ الَّذِي أَنْزَلَهُ اللَّهُ عَلَيْنَا، وَهُوَ الْكِتَابُ الْوَحِيدُ الَّذِي بَقِيَ دُونَ تَحْرِيفٍ كَمَا جَاءَ مِنْ اللَّهِ.

الْأَرْقَمُ بْنُ أَبِى الأَرْقَمِ

10.10.2024
الْأَرْقَمُ بْنُ أَبِي الأَرْقَمِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، الَّذِي أَكْرَمَهُ اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ فِي سِنٍّ مُبَكِّرٍ نَالَ شَرَفَ أَنْ يَكُونَ مِنْ أَوَائِلِ الْمُسْلِمِينَ. وَفِي تِلْكَ الْفَتْرَةِ كَانَ تَبْلِيغُ الْإِسْلَامِ مَازَال سِرًّا، وَكَانَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ التَّحَرُّكُ بِحَذَرٍ لِحِمَايَةِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ ظُلْمِ الْمُشْرِكِينَ. كَانَ الْمُسْلِمُونَ بِحَاجَةٍ إِلَى مَكَانٍ أَمِنٍ لِلتَّجَمُّعِ، وَلِلْعِبَادَةِ، وَتَعَلُّمِ وَمَعْرِفَةِ الدِّينِ وَالْعِلْمِ. وَفِي هَذِهِ الْفَتْرَةِ أَهْدَى الأَرْقَمُ بْنُ أَبِي الْأَرْقَمِ مُضَحِّيًا بِمَنْزِلِهِ لِيَكُونَ مَقَرًّا لِاجْتِمَاعِ الْمُسْلِمِينَ وَقَالَ "بَيْتِي هُوَ بَيْتُك يَا رَسُولَ اللَّهِ" وَهَكَذَا أَصْبَحَ دَارُ الْأَرْقَمِ بْنُ أَبِي الْأَرْقَمِ، الَّذِي كَانَ يَقَعُ عِنْدَ سَفْحِ جَبَلِ الصَّفَا فِي الْجِهَةِ الْجَنُوبِيَّةِ الشَّرْقِيَّةِ مِنْ الْكَعْبَةِ، وَلَكِنَّهُ كَانَ فِي مَكَانٍ غَيْرِ ظَاهِرٍ مَرْكَزًا يَجْتَمِعُ فِيهِ الْمُسْلِمُونَ وَيَعْبُدُون اللَّهَ فِيهِ، وَيُبَلِّغُونَ النَّاسَ بِالإِسْلاَمِ. وَبِدَارِ الأَرْقَمِ كَانَ الْمُؤْمِنُونَ يَتَعَلَّمُونَ كِتَابَ اللَّهِ، وَيُقَوُّونَ إِيْمَانَهُمْ بِصُحْبَةِ النَّبِيّ، وَكَانَتْ تَقْوَى عَلَاقَتَهُمْ الأَخَوِيَّةُ. وَأَصْبَحَ هَذَا الْبَيْتُ أَوَّلَ مَدْرَسَةٍ انْتَشَرَ فِيهَا نُورُ الْإِسْلَام.

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: كُلُّ حَيَاةٍ مُهِمَّةٌ

26.09.2024
الْمُسْلِمُ حَيَاتُهُ لَيْسَتْ مُجَرَّدَ عِبَادَةٍ فَقَطْ. وَغَيْرُ الْعِبَادَةِ فَإِنَّ القِيَامَ بِوَاجَبَتِنَا الَّتِي أَمَرَنَا اللَّهُ بِهَا تُجَاهَ الْإِنْسَانِيَّةِ، وَالْمُجْتَمَعِ، وَالْبِيئَةِ أَمْرٌ أَسَاسِيّ، وَمِنَ الْوَاجِبَاتِ عَلَيْنَا نَحْنُ كَمُسْلِمِينَ. يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ الْكَرِيم: ﴿وَاَنْفِقُوا فٖي سَبٖيلِ اللّٰهِ وَلَا تُلْقُوا بِاَيْدٖيكُمْ اِلَى التَّهْلُكَةِۚۛ وَاَحْسِنُواۚۛ اِنَّ اللّٰهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنٖينَ﴾

إيمان المؤمن

19.09.2024
إنَّ الْمَوْتَ وَالْاخِرَةَ أَمْرَانِ حَقِيقِيَّان، كَمَا هُوَ حَقِيقِيٌّ وُجُودُنَا الْانَ عَلَى الْأَرْضِ. إِنَّ لِوُجُودِنَا حِكْمَةً وَغَايَةً وَهِيَ عِبَادَةُ اللَّهُ. لِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ الْإِنْسَانَ لِيَكُونَ هَائِمًا وَغَيْرَ مَسْؤُولٍ. لَقَدْ خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِأَجْلِ أَنْ يَمْتَحِنَنَا، وَرَزَقَنَا بِنِعَمٍ لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى. وَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ الْكَرِيمِ ﴿وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ۚ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾ واللَّهُ تَعَالَى بِقَوْلِهِ يُرِيدُ مِنَّا أَنْ نَشْكُرَهُ مُقَابِلَ هَذِهِ النِّعَمِ، وَأنْ نُطِيعَ مَا أُمَرَنَا بِهِ، وَنَتَجَنَّبَ مَا نَهَانَا عَنْهُ. وَلَكِنْ مَعَ مُرُورِ الْوَقْتِ يَعِيشُ الْإِنْسَانُ وَهُوَ جَاهِلٌ لِهَذِهِ النِّعَمِ، وَيَنْسَى الْغَايَةَ مِنْ وُجُودِهِ فِي الدُّنْيَا، وَيَبْتَعِدُ عَنْ أَوَامِرِ اللَّهِ لِأَجْلِ الدُّنْيَا وَمَتَاعِهَا.

المولد النبوي

12.09.2024
سَنَكُونُ مَعًا غَدًا إنْ شَاءَ اللَّهُ لِنُحْيِيَ ذِكْرَى لَيْلَةِ مَوْلِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَاتَمِ الْأَنْبِيَاءِ الَّذِي بُعِثَ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، وَبِمُنَاسَبَةِ هَذِهِ الذِّكْرَى الطَّيِّبَةِ أَبْدَاُ خُطْبَةَ الْيَوْم بِتَهَنِّئَتِكُمْ بِيَوْمِ الْجُمُعَةِ الْمُبَارَكِ، وَبِذِكرَى الْمَوْلِدِ النَّبَوِيّ، وَأدْعُوا اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنَا الْخَيْرَ جَمِيعًا.
PHP Code Snippets Powered By : XYZScripts.com