خطبة الجمعة

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: الرِّزْقُ الْحَلَالُ

10.05.2024
إنَّ الإِنسَانِيَّةَ تَعِيشُ فِي زَمَنٍ يَغْلِبُ فِيهِ الجَسَدُ عَلَى الرُّوحِ، وَالظَّاهِرُ عَلَى الْبَاطِنِ، وَالْمَادِّيُّ عَلَى الْمَعْنَوِيِّ. نَحْنُ فِي زَمَنٍ يُقَدَّمُ ويُفَضَّلُ فِيهِ الأَشْيَاءُ الَّتِي تُلَبِّي احْتِيَاجِاتِنَا. لَقَدْ عَبَّرَ أَحَدُ الْعُلَمَاءِ عَنْ هَذَا الْوَضْعِ بِقَوْلٍ وَجِيزٍ قَائِلًا: "إنَّ الإِنْسَانَ خُلِقَ لِيَكُونَ مَحْبُوبًا، وَالْأَشْيَاءَ خُلِقَتْ لِلِاسْتِعْمَالِ وَالِاسْتِخْدَامِ وَقَضَاءِ الحَاجَاتِ. وَسَبَبُ الفَوْضَى فِي الدُّنْيَا هُوَ حُبُّ الأَشْيَاءِ وَاسْتِعْمَالُ النَّاسِ".  كَوْنُ الظواهرِ جُعِلتْ وَاعْتُبِرَتْ حَقِيقَةً وَقَيِّمًا مَقْبُولَةً سَبَّبَ إلى نَتِيجَةِ انْعَدَامِ الْأُمُورِ الْمَعْنَوِيَّةِ وَأَصْبَحَتْ غَيْرَ مُعْتَبَرَةٍ. كُلُّ سِلْعَةٍ يُمْكِنُ بَيْعُهَا وشِرَائُهَا وَالمُتَاجَرَةُ بِهَا اكْتَسَبَتْ قِيمَةً، وَكُلُّ مَا لَا يُمْكِنُ بَيْعُهُ وَشِرَاؤُهُ كَالْفَضْلِ وَالشُّعُورِ وَالْقَنَاعَةِ وَالعِلْمِ وَالوَعْيِ أَصْبَحَ لَا قِيمَةَ لَهُ. عَلَى أنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَصِفُ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ بِقَوْلِه: ﴿رِجَالٌۙ لَا تُلْهٖيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّٰهِ وَاِقَامِ الصَّلٰوةِ وَاٖيتَٓاءِ الزَّكٰوةِۙ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فٖيهِ الْقُلُوبُ وَالْاَبْصَارُۙ﴾

الإِسْلَامُ وَالْعَصْرُ الْحَدِيثُ

02.05.2024
دِينُ الْإِسْلَامِ الَّذِي نَنْتَمي إلَيْهِ يَأْمُرُنَا بِأَنْ نُدْرِكَ الهَدَفَ مِنْ خَلْقِنَا، وَأَنْ نُرَتِّبَ حَيَاتَنَا وِفْقًا لِلْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ. مَا دُمْنَا عَلَى قَيْدِ الْحَيَاةِ يُرِيدُ اللَّهُ مِنَّا أَنْ نَعِيشَ بِمَا يُرْضِي اللَّهَ فِي كُلِّ وَقْتٍ مِنْ حَيَاتِنَا، وَأَنْ يَكُونَ رِضَى اللَّهِ أَسَاسِيًّا فِي كُلِّ قَرَارٍ نَتَّخِذُهُ فِي الحَيَاةِ؛ لِأَنَّنَا لَنْ نَكُونَ مُسْلِمِينَ وَمُؤْمِنِينَ حَقِيقِيِّينَ إلَّا عِنْدَمَا يَكُونُ إِيمَانُنَا مُتَوَافِقًا مَعَ أَفْعَالِنَا.

فَضَائِلُ حِفْظِ الْقُرْانِ

25.04.2024
الْقُرْانُ الْكَرِيمُ كِتَابٌ إِلَهِيُّ أَنْزَلَهُ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ ﷺ عَلَى مَدَى٢٣ (ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ (سَنَةً. الْمُشْتَهِرُ أَنَّهُ كَانَ هُنَاكَ طَرِيقَتَانِ فِي نُزُولِ الْقُرْانِ، فَإمَّا أنْ تَنْزِلَ السُّورَةُ كَامِلَةً، أَوْ تَنْزِلَ آيَاتٌ بِحَسَبِ الْحَاجَةِ. أَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ طَرِيقِ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ كَيْفِيَّةِ تَرْتِيبِ الْقُرْانِ، وَأىِّ آيَةٍ تَنْتَمِي إِلَى أَيِّ سُورَةٍ، وَكَيْفَ يَتِمُّ تَرْتِيبُ السُّورِ. الَّذِي رَتَّبَ سُوَرَ الْقُرْانِ الْكَرِيمِ كَمَا هِيَ الْآنَ فِي الْمُصْحَفِ هُوَ سَيِّدُنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. الْقُرْانُ الْكَرِيمُ لَيْس كَمِثْلِ كِتَابٍ آخَرَ، فَهُوَ يَحْتَوِي عَلَى مَوْضُوعَاتٍ عَنْ الْإِعْجَازِ، وَعَنْ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَعَنْ الْعِبَادَاتِ، وَعَنِ الإِيمَانِ، وَالثَّوَابِ وَالْعِقَابِ وَغَيْرِهَا مِنَ الْمَوْضُوعَاتِ. وَقِرَاءَةُ الْقُرْانِ بِذَاتِهَا عِبَادَةٌ، وَلَهُ شَكْلٌ خَاصٌّ فِي الْكِتَابَةِ وَالْقِرَاءَةِ.

خُطْبَةُ الْجُمُعَة ١٩/ ٤/٢٠٢٤– الْعِفَّةُ فِي الْإِسْلَامِ

19.04.2024
يَصِفُ الْقُرْانُ الْكَرِيمُ الْعِبَادَ الْمُؤْمِنِينَ الْمَقْبُولِينَ عِنْدَ اللَّهِ بِقَوْلِهِ: (وَالَّذٖينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَۙ). الْعِفَّةُ تَعْنِي الِابْتِعَادَ عَنِ الْحَرَامِ، وَتَجَنُّبَ الْأَقْوَالِ وَالْأَفْعَالِ الْحَرَامِ، وَأنْ نَكُونَ ذَا حَيَاءٍ وَاحْتِشَامٍ، وَأَنْ نَعِيشَ حَيَاةً مَبْنِيَّةً عَلَى الْقِيَمِ وَالْأخْلاقِ الْإِسْلَامِيَّة. وَعَرَّفَ كِبَارُ الْعُلَمَاءِ الْعِفَّةَ بِأَنَّه: "تَعْنِي الْبُعْدَ عَنْ الْفَوَاحِشِ وَالرَّذَائِلِ، وَالْقُدْرَةَ عَلَى ضَبْطِ الشَّهَوَاتِ الَّتِي تَدْعُو إلَيْهَا النَّفْسُ الْبَشَرِيَّةُ، فَهِي جُبِلَتْ عَلَى حُبِّ الْهَوَى، وَطَاعَةِ النَّفْسِ الْأَمَّارَةِ بِالسُّوءِ، وَكُلَّمَا ابْتَعَدَ الْمُسْلِمُ عَنْ الشَّهَوَاتِ وَالْمَلَذَّاتِ كَانَ أَقْرَبَ لِلتَّحَلِّي بِالْعِفَّةِ الَّتِي تُوَصِّلُ إلَى تَقْوَى اللَّهِ وَالْقُرْبِ مِنْهُ". دِينُنَا الْإِسْلَامُ يَأْمُرُنَا بِأَنْ نُحَافِظَ عَلَى أَنْفُسِنَا مِنَ الشَّهَوَاتِ النَّفْسِيَّةِ، وَيُذُمُّ الْمُبَالَغَةَ وَتَعَدِّي الْحُدُودِ فِي كُلِّ شَيْءٍ.

خُطْبَةُ الْجُمُعَة ١٢/ ٤/٢٠٢٤– فَضْلُ شَهْرِ شَوَّالٍ

12.04.2024
كُلُّ عِبَادَةٍ نَقُومُ بِهَا تُقَرِّبُنَا إلَى اللَّهِ أَكْثَرَ. الصَّوْمُ يُهَذِّبُ نُفُوسَنَا وَيُقَوِّي إرَادَتَنَا، وَالصَّلَاةُ تَجْعَلُنَا نَقِفُ أَمَامَ اللَّهِ خَمْسَ مَرَّاتٍ فِي يَوْمٍ، وَالزَّكَاةُ وَالصَّدَقَةُ تُزَكِّى أَمْوَالَنَا وَتُقَوِّى التَّكَافُلَ الِاجْتِمَاعِيَّ والْأُخُوَّةَ، وَالْحَجُّ مِنْ أَكْبَرِ الْمُؤَشِّرَاتِ الَّتِي تَجْمَعُنَا مَعَ جَمِيعِ النَّاسِ، وَتُظْهِرُ خُضُوعَنَا لِلَّه، وَالْقُرْانُ نُورٌ إِلَهِيُّ يُرَقِّقُ قُلُوبَنَا وَيُوَصِّلُنَا إلَى سَعَادَةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. فَلِذَلِكَ كُلُّ عِبَادَةٍ نَقُومُ بِهَا يَجْزِينَا اللَّهُ حَسَنَةً فِي الدُّنْيَا وَالْاخِرَةِ؛ لِأَنَّ كُلَّ الْعِبَادَاتِ الَّتِي نَقْضِيهَا اسْتِثْمَارٌ يَأْتِي لَنَا بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّعَادَةِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. فَلِذَلِكَ يَنْبَغِي أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي أَدَاءِ الْعِبَادَاتِ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَمَرْحَلَةٍ مِنْ حَيَاتِنَا، وَلَيْسَ فِي أَيَّامٍ مُعَيَّنَةٍ فَقَطْ.

فَضَائِلُ لَيْلَةِ الْقَدْرِ

04.04.2024
الْأَمَاكِنُ الْمُبَارَكَةُ مِثْلُ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَالْقُدْس لَقَدْ اكْتَسَبَتْ مَعْنًى وَأَهَمِّيَّةً خَاصَّةً بِالْأَحْدَاثِ الَّتِي وَقَعَتْ فِي التَّارِيخِ وبوجود الْأَنْبِيَاءِ فيها. إِنَّ شَهْرَ رَجَبٍ، وَشَعْبَانَ، وَرَمَضَانَ يُسَمَّى بِالْأَشْهُرِ الثَّلَاثَةِ الْمُبَارَكَةِ بِسَبَبِ أَنَّ بِهَا لَيَالِيَ مُبَارَكَةً. وَمِنْ بَيْنَ هَذِهِ اللَّيَالِي لَيْلَةُ أُنْزِلَ الْقُرْانُ فِيها، وَمُدِحَتْ فِي الْقُرْآنِ. وَقَدْ أَوْصَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ بِالتَّحَرِّي عَنْ هَذِهِ اللَّيْلَةِ الْمُبَارَكَةِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ. وَهَذِهِ اللَّيْلَةُ هِيَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ وَهِيَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ.

فَضْلُ الِاعْتِكَاف وَفَوَائِدُه

28.03.2024
نَحْنُ نَقْتَرِبُ مِنْ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ وهو أَفْضَلُ الْأَيَّامِ فِي الْعَامِ. وَبِهَذِهِ الْأَيَّامِ تَصِلُ كُلُّ عِبَادَةٍ لَنَا مَعَ الصِّيَامِ إِلَى أَعْلَى دَرَجَاتٍ، وَيَزْدَادُ ثَوَابُ هَذِهِ الْعِبَادَاتِ. عِنْدَمَا يُقَالُ الْعَشْرُ الأَوَاخِرُ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، أَوَّلُ شَيْءٍ يَأْتِي لِلْعَقْلِ هُوَ الِاعْتِكَافُ. الِاعْتِكَافُ هُوَ الِابْتِعَادُ عَنِ كُلِّ أَعْمَالِ الدُّنْيَا، وَقَضَاءُ كُلِّ الْوَقْتِ بالعِبَادَةِ فِي الْمَسْجِدِ. 
PHP Code Snippets Powered By : XYZScripts.com