خطبة الجمعة

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: كُلُّ حَيَاةٍ مُهِمَّةٌ

26.09.2024
الْمُسْلِمُ حَيَاتُهُ لَيْسَتْ مُجَرَّدَ عِبَادَةٍ فَقَطْ. وَغَيْرُ الْعِبَادَةِ فَإِنَّ القِيَامَ بِوَاجَبَتِنَا الَّتِي أَمَرَنَا اللَّهُ بِهَا تُجَاهَ الْإِنْسَانِيَّةِ، وَالْمُجْتَمَعِ، وَالْبِيئَةِ أَمْرٌ أَسَاسِيّ، وَمِنَ الْوَاجِبَاتِ عَلَيْنَا نَحْنُ كَمُسْلِمِينَ. يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ الْكَرِيم: ﴿وَاَنْفِقُوا فٖي سَبٖيلِ اللّٰهِ وَلَا تُلْقُوا بِاَيْدٖيكُمْ اِلَى التَّهْلُكَةِۚۛ وَاَحْسِنُواۚۛ اِنَّ اللّٰهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنٖينَ﴾

إيمان المؤمن

19.09.2024
إنَّ الْمَوْتَ وَالْاخِرَةَ أَمْرَانِ حَقِيقِيَّان، كَمَا هُوَ حَقِيقِيٌّ وُجُودُنَا الْانَ عَلَى الْأَرْضِ. إِنَّ لِوُجُودِنَا حِكْمَةً وَغَايَةً وَهِيَ عِبَادَةُ اللَّهُ. لِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ الْإِنْسَانَ لِيَكُونَ هَائِمًا وَغَيْرَ مَسْؤُولٍ. لَقَدْ خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِأَجْلِ أَنْ يَمْتَحِنَنَا، وَرَزَقَنَا بِنِعَمٍ لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى. وَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ الْكَرِيمِ ﴿وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ۚ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾ واللَّهُ تَعَالَى بِقَوْلِهِ يُرِيدُ مِنَّا أَنْ نَشْكُرَهُ مُقَابِلَ هَذِهِ النِّعَمِ، وَأنْ نُطِيعَ مَا أُمَرَنَا بِهِ، وَنَتَجَنَّبَ مَا نَهَانَا عَنْهُ. وَلَكِنْ مَعَ مُرُورِ الْوَقْتِ يَعِيشُ الْإِنْسَانُ وَهُوَ جَاهِلٌ لِهَذِهِ النِّعَمِ، وَيَنْسَى الْغَايَةَ مِنْ وُجُودِهِ فِي الدُّنْيَا، وَيَبْتَعِدُ عَنْ أَوَامِرِ اللَّهِ لِأَجْلِ الدُّنْيَا وَمَتَاعِهَا.

المولد النبوي

12.09.2024
سَنَكُونُ مَعًا غَدًا إنْ شَاءَ اللَّهُ لِنُحْيِيَ ذِكْرَى لَيْلَةِ مَوْلِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَاتَمِ الْأَنْبِيَاءِ الَّذِي بُعِثَ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، وَبِمُنَاسَبَةِ هَذِهِ الذِّكْرَى الطَّيِّبَةِ أَبْدَاُ خُطْبَةَ الْيَوْم بِتَهَنِّئَتِكُمْ بِيَوْمِ الْجُمُعَةِ الْمُبَارَكِ، وَبِذِكرَى الْمَوْلِدِ النَّبَوِيّ، وَأدْعُوا اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنَا الْخَيْرَ جَمِيعًا.

أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم

05.09.2024
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْكِرَام، كَمَا قَرَأْنَا فِي بِدَايَةِ خُطْبَتِنَا مِنْ آيَاتِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَنَّ نَبِيَّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي خُلِقَ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، هُوَ قُدْوَةٌ حَسَنَةٌ لِجَمِيعِ الأَجْيَالِ فِي كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ، وَلَهُ عِنْدَنَا دَوْرٌ وَمَكَانَةٌ عَظِيمَةٌ لَا تَتَغَيَّرُ بِمُرُورِ الزَّمَنِ. خُلُقُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجَمِيلُ، وَحَيَاتُهُ وَسُلُوكُهُ مِثَالٌ لَا يَنْحَصِرُ بِزَمَنٍ وَلَا مَكَان. وَلَقَدْ نَبَّهَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ الْكَرِيمِ وَقَال: ﴿ يَٓا اَيُّهَا النَّبِيُّ اِنَّٓا اَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذٖيراًۙ ﴿٤٥﴾ وَدَاعِياً اِلَى اللّٰهِ بِاِذْنِهٖ وَسِرَاجاً مُنٖيراً ﴿٤٦

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: فضل الدعاء

29.08.2024
الدُّعَاءُ بِمَعْنَاهُ الْعَامِّ الطَّلَبُ مَعَ الْخُضُوعِ، وَيُسَمَّى أَيْضًا سُؤَالًا. المُرَادُ بِالدُّعَاءِ هُوَ أَنْ يَدْعُوَ الْإِنْسَانُ رَبَّهُ بِمَا يُرِيدُ. وَإِنَّ لِلدُّعَاءِ أَثَرًا عَظِيمًا عَلَى طُمَأْنِينَةِ الْقَلْبِ، وَانْشِرَاحِ الصَّدْرِ، وَالشُّعُورِ بِالسَّعَادَة؛ لِأَنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ. وَيَكُونُ الدُّعَاءُ هُوَ تَرَابُطٌ بَيْنَ الْعَبْدِ وَرَبِّهِ. وَهَذَا الرَّابِطُ عِبَادَةٌ يُرِيدُهَا اللَّهُ تَعَالَى مِنْ عِبَادِهِ. قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونٖٓي اَسْتَجِبْ لَكُمْؕ اِنَّ الَّذٖينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتٖي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرٖينَࣖ﴾

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: أَثَرُ وَسَائِل التَّوَاصُلِ الِاجْتِمَاعِيِّ عَلَى الْإِنْسَانِ

22.08.2024
وَسَائِلُ الْإِعْلَامِ الَّتِي تَعْنِي مَجَالَ وَوَسَائِلَ التَّوَاصُلِ الِاجْتِمَاعِيِّ لَقَدْ زَادَ تَأْثِيرُهُ عَلَى النَّاسِ بِشَكْلٍ كَبِيرٍ، خَاصَّةً مَعَ بِدَايَةِ الْعَصْرِ التِّكْنُولُوجِيّ. وَسَائِلُ الْإِعْلَامِ كَانَتْ مُؤَثِّرَةً مِنْ خِلَالِ وَسَائِلَ مَحْدُودَةٍ قَدِيمًا مِثْلُ الْجَرِيدَةِ وَالإِذَاعَةِ وَالتِّلْفِيزْيُون. لَكِنَّهُ خَاصَّةً بَعْدَ اخْتِرَاعِ الْهَوَاتِفِ الذَّكِيَّةِ بَدَأَتْ وَسَائِلُ الْإِعْلَامِ تُسَيْطِرُ وَتَدْخُلُ فِي حَيَاةِ كُلِّ فَرْدٍ بِشَكْلٍ غَيْرُ مُمْكِنِ الِابْتِعَادُ عَنْهُ. وَبِنَاءً عَلَى الْأَبْحَاثِ الْعِلْمِيَّةِ أَنَّ عَدَدَ الْأَشْخَاصِ الْمُدْمِنِينَ عَلَى اسْتِخْدَامِ الْإنْتَرْنِت وَوَسَائِلِ التَّوَاصُلِ الِاجْتِمَاعِيِّ يَزْدَادُ مَعَ مُرُورِ الْوَقْتِ.

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: خصوصية الإنسان

16.08.2024
إنَّ مِنْ أَحَدِ الْأُمُورِ الَّتِي تُوقِعُ الْإِنْسَانَ فِي هَذَا الْعَصْرِ فِي مَوَاقِفَ صَعْبَةٍ هُو انْتِشَارُ ثَقَافَةِ الْفَضْحِ وَانْتِهَاكُ الْخُصُوصِيَّة. الْإِفْشَاءُ هُوَ إظْهَارُ وَنَشْرُ مَا كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ سِرِّيًّا. حَتَّى الْخُصُوصِيَّات الَّتِي يَنْبَغِي إخْفَاؤُهَا وَالْحِفَاظُ عَلَيْهَا أَصْبَحَ إفْشَاؤُهَا كَعَادَةٍ بَيْنَ النَّاسِ. عَلَى أَنَّ الْخُصُوصِيَّةَ هِيَ مِنْ الْأَشْيَاءِ الَّتِي أَكَّدَ عَلَيْهَا دِينُنَا الْإِسْلَامُ بِأَنَّهَا مِنْ الْقِيَمِ الْأَخْلَاقِيَّةِ. وَمِمَّا يَنْبَغِي أَنْ نَعْرِفَهُ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ يَنْبَغِي أَنْ يُحَافِظَ عَلَيْهِ الْإِنْسَانُ وَيُخْفِيهِ، يَدْخُلُ فِي الْخُصُوصِيَّةِ.
PHP Code Snippets Powered By : XYZScripts.com