خطبة الجمعة

اَلْحَيَاءُ زِينَةُ الْمُسْلِم

03.03.2022
لَقَدْ قَصَّ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْنَا فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ قَصَصًا كَثِيرَةً لِلْأَقْوَامِ وَالْأَنْبِيَاءِ ‏السَّابِقِين. قَالَ الْمَوْلَى عَزَّ وَجَلّ‏: ﴿‏نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ﴾. وَالْمَقْصِدُ مِنْ إِيرَادِ هَذِهِ الْقِصَصِ هُوَ أَنْ نَعْتَبِرَ وَنَسْتَخْرِجَ مِنْهَا الدُّرُوسَ ‏وَالْعِبَر، بِأَنْ نَرَى الْأَشْيَاءَ الَّتِي كَانَتْ سَبَبًا فِي هَلَاكِ تِلْكَ الْأَقْوَامِ فَنَتَجَنَّبَهَا، ‏وَنَرَى الْأَشْيَاءَ الَّتِي كَانَتْ سَبَبًا فِي فَلَاحِهِمْ فَنَقْتَدِيَ بِهِمْ فِيهَا.

يْلَةُ الْإِسْرَاءِ وَالْمِعْرَاج

24.02.2022
فِي الْعَامِ الثَّانِيَ عَشَرَ مِنْ بِعْثَةِ النَّبِيِّ ؐ وَقَعَتْ حَادِثَةُ الْإِسْرَاءِ ‏وَالْمِعْرَاج. وَقَدْ نَصَّ الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ عَلَى هَذِهِ الْمُعْجِزَة، اَلَّتِي حَدَثَتْ ‏قُبَيْلَ هِجْرَتِهِ ؐ إِلَى الْمَدِينَة، وَقَال تَبَارَك وَتَعَالَى‏: ﴿‏سُبْحَانَ الَّـذٖٓي اَسْرٰى بِعَبْدِهٖ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ اِلَى الْمَسْجِدِ ‏الْاَقْصَا الَّذٖي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ اٰيَاتِنَاؕ اِنَّهُ هُوَ السَّمٖيعُ الْبَصٖيرُ‏﴾.[1]  

مَظَاهِرُ الْعُنْصُرِيَّةِ الْعُدْوَانِيَّة

17.02.2022
إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْمَصَائِبِ الَّتِي ابْتُلِيَتْ بِهِ الْبَشَرِيَّةُ؛ اَلْعُنْصُرِيَّة. أَنْ يَحْمِلَ ‏الْإِنْسَانُ تِجَاهَ أَخِيهِ الْإِنْسَانِ عَدَاوَةً لَا مُبَرِّرَ لَهَا سِوَى أَنَّهُ مِنْ عِرْقٍ آخَر. ‏وَلَيْسَ هَذَا مَوْقِفًا عَدَائِيَّا ضِدَّ الْإِنْسَانِ فَحَسْب، بَلْ هُوَ اعْتِرَاضٌ عَلَى رَبِّ ‏الْعَالَمِين، سَبَبُهُ عَدَمُ الرِّضَى بِقِسْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَبِالْاِخْتِلَافِ الَّذِي خَلَقَ ‏النَّاسَ عَلَيْهَا.

اَلْاِسْتِقَامَةُ فِي الْحَيَاةِ بِذِكْرِ الْمَوْت

10.02.2022
إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْحَقَائِقِ الْمُهَيْمِنَةِ عَلَى هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ ‏بَنِي آدَمَ سَيُوَاجِهُ الْمَوْتَ، وَسَيَرْحَلُ عَنْ هَذِهِ الْحَيَاة. يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿كُلُّ نَفْسٍۢ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ ۖ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ﴾.[1] فَالْمَوْتُ حَقِيقَةٌ لَا مَنَاصَ لِأَحَدٍ مِنْه. قَالَ الْمَوْلَى سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى‏: ﴿قُلْ إِنَّ ٱلْمَوْتَ ٱلَّذِى تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُۥ مُلَٰقِيكُمْ ۖ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ‏﴾.[2] 

حَقُّ الْجَارِ ِفي الْإِسْلَام

03.02.2022
إِنَّ الْأَحْكَامَ الَّتِي وَضَعَهَا الْإِسْلَامُ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِحُقُوقِ الْجَارِ، تُعْتَبَرُ مِنْ ‏أَهَمِّ الْمَبَادِئِ الَّتِي تَكْفُلُ السَّعَادَةَ وَالسَّلَامَ فِي الْمُجْتَمَع. وَهَذِهِ الْأَحْكَامُ ‏الَّتِي تَضْمَنُ التَّعَايُشَ بَيْنَ أُنَاسٍ مِنْ أَدْيَانٍ وَأَعْرَاقٍ وَأَلْوَانٍ مُخْتَلِفَةٍ، ‏أَصْبَحَتْ مَعَ مُرُورِ الزَّمَنِ تُشَكِّلُ نَمَطَ حَيَاةٍ بِالنِّسْبَةِ لِلْمُسْلِمِين. وَقَدْ ‏أَوْصَى اللَّهُ تَعَالَى عِبَادَهُ بِحُقُوقِ الْجَارِ حَيْثُ قَالَ تَعَالَى‏: ﴿وَاعْبُدُوا اللّٰهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهٖ شَيْـٔاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبٰى ‏وَالْيَتَامٰى وَالْمَسَاكٖينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبٰى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ ‏بِالْجَنْبِ‏﴾.

إحياء الأشهر الثلاثة وليلة الرّغائب

27.01.2022
إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَخْرَجَ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ العَدَمِ، فَاخْتَصَّ المَخْلُوقَاتِ بِأَوْصَافٍ مُخْتَلِفَةٍ وَقَدَّرَ كُلَّ شَيْءٍ تَقْدِيرًا. فَجَعَلَ الإِنْسَانَ أَشْرَفَ المَخْلُوقَاتِ، وَجَعَلَ الكَعْبَةَ المُعَظَّمَةَ أَفْضَلَ الأَمَاكِنِ وَأَعْظَمَهَا. وَاخْتَصَّ الحَقُّ تَعَالَى الأَشْهُرَ الثَّلَاثَةَ – وَهِيَ رَجَبُ، وَشَعْبَانُ، وَرَمَضَانُ – بِفَضَائِلَ كَثِيرَة. تَبْدَأُ الأَشْهُرُ الثَّلَاثَةُ بِلَيْلَةِ الرَّغَائِبِ فِي بِدَايَةِ رَجَبَ، ثُمَّ نَنْتَقِلُ إِلَى لَيْلَةِ المِعْرَاجِ وَلَيْلَةِ البَرَاءَةِ حَتَّى نَصِلَ إِلَى لَيْلَةِ القَدْرِ فِي آخِرِ شَهْرِ رَمَضَان. وَإِنَّا قَدِ اقْتَرَبْنَا إِلَى ذٰلِكَ المُوْسِمِ المُبَارَك.

فساد الحرب

20.01.2022
إِنَّ الْبَشَرِيَّةَ تَقَدَّمَتْ كَثِيرًا فِي مَجَالِ التَّكْنُلُوجِيَا وَالْعِلْمِ، مُقَارَنَةً بِحَالِهَا فِي الْعُصُورِ السَّابِقَة. وَبِتَطَوُّرِ وَسَائِلِ التَّنَقُّلِ أَصْبَحْنَا نَقْطَعُ مَسِيرَةَ الشُّهُورِ فِي سَاعَاتٍ مَعْدُودَة. وَقَدْ وَطِئَتْ قَدَمُ الْإِنْسَانِ وَجْهَ الْقَمَرِ، وَأَرْسَلَتْ مَرَاكِبُ إِلَى كَوَاكِبَ أُخْرَى. وَكَذَلِكَ شَهِدَتِ الْبَشَرِيَّةُ فِي مَجَالِ الطِّبِّ تَقَدُّمًا كَبِيرًا، مِنْ زِرَاعَةِ الْأَعْضَاءِ إِلَى تَحْلِيلِ الْجِينَاتِ. وَالشُّعُوبُ - عَلَى اخْتِلَاَفِ ثَقَافَاتِهِمْ وَحَضَاَرَاتِهِمْ - نَالَتْ بِفُرْصَةِ التَّعَارُفِ وَالتَّقَارُبِ بِاخْتِرَاعِ وَسَائِلِ التَّوَاصُل. وَمَا لَمْ يَكُنْ مُتَخَيَّلاً قَبْلَ مِئَةِ عَامٍ، أَصْبَحَ النَّاسُ لَا يَتَعَجَّبُونَ مِنْهُ اليوم، وَيَرَوْنَهَا حوَادِثَ يَوْمِيَّةً عَادِيَّة.
PHP Code Snippets Powered By : XYZScripts.com