
إِنَّ السَّيِّدَةَ مَرْيَمَ عَلَيْهَا السَّلَام، لَهَا مَكَانَةٌ خَاصَّةٌ فِي الْإِسْلَام. فَقَدْ مَدَحَهَا اللَّهُ تَعَالَى فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ وَزَكَّاهَا، وَجَعَلَهَا قُدْوَةً لِلْمُسْلِمِينَ، رَغْمَ أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ نَبِيًّا وَلَا رَسُولًا. بَلْ إِنَّ سُورَةً كَامِلَةً فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ سُمِّيَتْ بِسُورَةِ مَرْيَم. قَالَ تَعَالَى عَنْهَا مُزَكِّيًا إِيَّاهَا: ﴿َوَاِذْ قَالَتِ الْمَلٰٓئِكَةُ يَا مَرْيَمُ اِنَّ اللّٰهَ اصْطَفٰيكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفٰيكِ عَلٰى نِسَٓاءِ الْعَالَمٖينَ﴾.[1] اَلسَّيِّدَةُ مَرْيَم هِيَ أُمُّ سَيِّدِنَا عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام، عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ الَّذِي وُلِدَ لَهَا مِنْ غَيْرِ أَب. وَقَدْ مَدَحَ اللَّهُ تَعَالَى مَرْيَمَ بِسَبَبِ إِيمَانِهَا وَعِفَّتِهَا وَصَبْرِهَا عَلَى الْمَصَائِب، وَقَدَّمَهَا لَنَا أُسْوَةً وَمِثَالاً كَيْ نَقْتَدِيَ بِهَا.