خطبة الجمعة

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: حُقُوقُ الْوَالِدَيْن

09.06.2022
إِنَّ مِمَّا ابْتُلِينَا بِهِ فِي هَذَا الْعَصْرِ وَأَصْبَحَ يُؤَثِّرُ سَلْبًا عَلَى عَلَاقَاتِنَا ‏الْاِجْتِمَاعِيَّةِ؛ مَا يُسَمَّى بِالْفَرْدِيَّة. فَقَدْ أَصْبَحَتِ الْفَرْدِيَّةُ اَلَّتِي تَعْنِي تَقْدِيمَ ‏الْمَصَالِحِ الشَّخْصِيَّةِ عَلَى غَيْرِهَا، أَصْبَحَتْ طَبْعًا لِكَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ، ‏وَرَسَّخَتِ الْبُخْلَ فِي شَخْصِيَّةِ كَثِيرٍ مِنْهُم. كَمَا أَضْعَفَتْ رَوْحَ التَّضْحِيَةِ لَدَى ‏النَّاسِ، وَأَبْعَدَتْهُمْ عَنْ مَكَارِمِ الْوَفَاءِ وَالْإِيثَار. وَكَانَتْ مُؤَسَّسَةُ الْأُسْرَةِ اَلَّتِي ‏تُعْتَبَرُ الْخَلِيَّةُ الْأَوَّلِيَّةُ لِأَيِّ مُجْتَمَع، كَانَتْ هَذِهِ الْمُؤَسَّسَةُ هِيَ أَكْثَرَ مَنْ ‏تَأَثَّرَتْ مِنْ أَضْرَارِ هَذِهِ الْبَلِيَّة. إِنَّنَا نَعِيشُ فِي وَقْتٍ ضَعُفَتْ فِيهِ الْعَلَاقَاتُ ‏الْأُسَرِيَّةُ، وَأَصْبَحَ فِيهِ النَّاسُ سُجَنَاءَ أَنْفُسِهِمْ، أَسَرَتْهُمُ الْوَحْدَةُ وَالْفَرْدِيَّة. ‏فَقَدْ صَارَ الْاِكْتِئَابُ وَالضَّغْطُ النَّفْسِيُّ بِسَبَبِ الْوَحْدَةِ مِنَ الْأَمْرَاضِ الَّتِي ‏تَجْتَاحُ مُجْتَمَعَاتِنَا. وَطَرِيقُ التَّغَلُّبِ عَلَى هَذَا الْوَضْعِ هُوَ أَنْ تَسْتَعِيدَ ‏الْأُسْرَةُ اِعْتِبَارَهَا وَمَكَانَتَهَا فِي الْمُجْتَمَعِ، وَأَنْ نَرْعَى حُقُوقَ الْأَبَوَيْنِ، اَلَّذَيْنِ ‏يُشَكِّلَانِ رُكْنَيْ كُلَّ أُسْرَة.

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: وَاجِبُنَا تُجَاهَ الْبِيئَة

02.06.2022
لَقَدْ خَلَقَ اللَّهُ الْإِنْسَانَ وَجَعَلَهُ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ، وَأَسْنَدَ إِلَيْهِ عِمَارَةَ ‏الْأَرْضِ وَالْمُحَافَظَةَ عَلَيْهَا. وَالْخَلِيفَةُ هُو الْكَائِنُ الْمُجَهَّزُ بِالْعَقْلِ وَالْوَعْيِ ‏وَالْقُّوَّةِ اللَّازِمَةِ لِعِمَارَةِ الْأَرْضِ بِمَا يُوَافِقُ رِضَى اللَّهِ تَعَالَى. وَإِنَّ الْبِيئَةَ ‏وَالطَّبِيعَةَ أَمَانَةٌ عِنْدَنَا، وَتَقَعُ عَلَيْنَا مَسْؤُولِيَّاتٌ تُجَاهَهَا، مِثْلَ عَدَمِ الْإِفْسَادِ فِي ‏الْأَرْضِ، وَعَدَمِ الْإِضْرَارِ بِالْكَائِنَاتِ الْحَيَّةِ وَغَيْرِ الْحَيَّةِ فِيهَا. لَكِنَّنَا الْيَوْمَ ‏نَتَعَامَلُ مَعَ الطَّبِيعَةِ بِشَكْلٍ مُؤْذٍ لَهَا، وَنَسْتَهْلِكُهَا اِسْتِهْلَاكًا، وَنَنْسَى أَنَّ هَذِهِ ‏الْبِيئَةَ سَتَرِثُهَا عَنَّا أَوْلَادُنَا وَأَحْفَادُنَا، وَسَيَقْضُونَ حَيَاتَهُمْ فِيهَا.

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: حُرْمَةُ السِّتْرِ وَأَهَمِّيَّةُ التَّسَتُّر

26.05.2022
إِنَّ مِنْ قَضَايَا الْعَصْرِ الْحَدِيثِ الَّتِي تَزُجُّ الْإِنْسَانَ فِي الْمَأَزَقِ؛ ثَقَافَةُ ‏الْإِشْهَار، اَلَّتِي أَصْبَحَتْ نَمَطَ حَيَاةٍ لِكَثِيرٍ مِنَ النَّاس. وَنَعْنِي بِثَقَافَةِ ‏الْإِشْهَارِ؛ أَنْ يُظْهِرَ الْإِنْسَانُ وَيُعْلِنَ مَا مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يُكْتَمَ وَلَا يَطَّلِعَ عَلَيْهِ ‏النَّاس. فَالْبَشَرِيَّةُ اِنْحَطَّتْ عَنْ مُسْتَوَى "أَنَا أُفَكِّر، إِذَنْ أَنَا مَوْجُود"، إِلَى ‏مُسْتَوَى "أَنَا مُلَاحَظٌ وَمُشَاهَد، إِذَنْ أَنَا مَوْجُود". فِي حِينِ أَنَّ السَّتْرَ سُنَّةٌ ‏أَخْلَاقِيَّةٌ أَكَّدَ عَلَيْهَا جَمِيعُ الْأَنْبِيَاء، اِبْتِدَاءً مِنْ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَام، إِلَى سَيِّدِنَا ‏رَسُولِ اللَّهِ ؐ. وَيَدْخُلُ فِي إِطَارِ السَّتْرِ وَالتَّسَتُّرِ هَذَا؛ اَلْخُصُوصِيَّةُ ‏الشَّخْصِيَّةُ لِلْإِنْسَان. بِمَعْنَى الْحِفَاظِ عَلَى خُصُوصِيَّةِ جَمِيعِ شُؤُونِهِ الَّتِي ‏يَنْبَغِي أَنْ تَبْقَى خَاصَّةً بِهِ وَلَا يَطَّلِعَ عَلَيْهَا غَيْرُه.

خُطْبَةُ الْجُمُعَة – اِلْتِزَامُ دَائِرَةِ الْحَلَال

19.05.2022
إِنَّ الْحَلَالَ وَالْحَرَامَ مِنْ أَهَمِّ مَفَاهِيمِ دِينِنَا الْإِسْلَام. وَبِشَكْلٍ ‏عَامّ، تُسَمَّى الْأُمُورُ الَّتِي يَأْذَنُ بِهَا الْإِسْلَامُ بِالْحَلَالِ، وَتُسَمَّى الْأُمُورُ الَّتِي ‏يَمْنَعُهَا بِالْحَرَام. وَالْمُسْلِمُ الَّذِي يُرَاعِي أَوَامِرَ اللَّهِ تَعَالَى وَنَوَاهِيَه، يَكُونُ فِي ‏بَحْثٍ دَائِمٍ عَنِ الْحَلَالِ مِنَ الْأُمُورِ، وَيَحْذَرُ مُجَاوَزَتَهَا إِلَى الْمُحَرَّمَات. ‏قَالَ تَعَالَى: ﴿يَٓا اَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْاَرْضِ حَـلَالاً طَـيِّباًؗ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِؕ اِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبٖينٌ﴾.[1]

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: الأُخُوَّةُ فِي الْإِسْلَام

12.05.2022
إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى بَعْدَ أَنْ بَعَثَ نَبِيَّهُ ؐ بِدِينِ الْإِسْلَامِ لِيُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ ‏الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ، قَدْ أَعْلَنَ أَنَّ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّهِ تَعَالَى، كُلُّهُمْ إِخْوَةٌ فِي الْإِسْلَام. قَالَ تَعَالَى‏: ﴿اِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ اِخْوَة﴾.[1] وَإِنَّ رَابِطَةَ الْأُخُوَّةِ هَذِهِ هِيَ الَّتِي أَوْجَدَتِ الْأُمَّةَ الْإِسْلاَمِيَّةَ، وَرَبَطَتْ ‏قُلُوبَ الْمُسْلِمِينَ فِي أَنْحَاءِ الْعَالَمِ كُلَّهَا بِبَعْض، وَهِيَ الَّتِي تَكْفُلُ اِسْتِمْرَارَ ‏هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَى أَنْ يَرِثَ اللَّهُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا. فَكُلُّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ تَعَالَى ‏رَبًّا وَبِمُحَمَّدٍ ؐ نَبِيًّا وَرَسُولًا وَآمَنَ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَهُوَ أَخٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ، ‏بِغَضِّ النَّظَرِ عَنْ لَوْنِهِ وَلُغَتِهِ وَعِرْقِهِ. وَفِي هَذَا قَالَ ؐ: «‎‎مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا ‏اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى».[2]

خُطْبَةُ الْجُمُعَة – اَلْمُحَافَظَةُ عَلَى مَغَانِمِ رَمَضَان

05.05.2022
لَقَدْ وَدَّعْنَا شَهْرَ رَمَضَانَ الْمُبَارَكَ آنِفًا، وَحَلَّتْ بِنَا سَعَادَتَانِ نَعِيشُهُمَا فِي ‏هَذِهِ الْأَيَّام. سَعَادَةُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَفَّقَنَا فِي هَذَا الشَّهْرِ إِلَى الصِّيَامِ وَالْقِيَام. ‏وَسَعَادَةُ نَيْلِ الْأَجْرِ مِنَ اللَّهِ عَلَى هَذِهِ الْأَعْمَال. فَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَعَالَى عَلَى أَنْ ‏بَلَّغَنَا جَمِيعًا نِعَمَه. فَهُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا يُضَيِّعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا. وَنَحْنُ ‏قَدِ اجْتَهَدْنَا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فِي أَنْ نَأْتِيَ بِأَحْسَنِ الْأَعْمَالِ، طَلَبَا لِمَرْضَاةِ رَبِّنَا ‏عَزَّ وَجَلّ.

خُطْبَةُ الْجُمُعَة – تَوْدِيعُ شَهْرِ رَمَضَان

28.04.2022
إِنَّنَا فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ الْأَخِيرَةِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَإِنْ كُنَّا نَعِيشُ سَعَادَةَ أَنَ وَفَّقَنَا ‏اللَّهُ تَعَالَى فِيهَا إِلَى الطَّاعَاتِ وَالْعِبَادَاتِ، فَإِنَّنَا فِي الْوَقْتِ ذَاتِهِ نَشْعُرُ بِالْحُزْنِ عَلَى ‏اقْتِرَابِ وَقْتِ فِرَاقِنَا لِهَذَا الشَّهْرِ الْمُبَارَك. فَقَدْ كَانَ رَمَضَانُ كَأَنَّهُ أَحْيَانَا مِنْ ‏جَدِيدٍ، وَذَكَّرَنَا بِقِيَمِنَا وَمَبَادِئِنَا، وَدَعَانَا إِلَى الْعُبُودِيَّةِ لِلَّهِ وَإِلَى الرَّحْمَةِ ‏بِعِبَادِهِ، وَالْمُشَارَكَةِ مَعَهُم. دَعَانَا رَمَضَانُ إِلَى الْعَفْوِ وَالصَّفْحِ، وَأَرْشَدَنَا مِنْ ‏جَدِيدٍ إِلَى طُرُقِ الْفَلَاحِ وَالسَّعَادَةِ فِي الدَّارَيْن. إِنَّ رَمَضَانَ أَحْيَا أَرْضَ ‏الْقُلُوبِ الَّتِي كَانَتْ قَدْ أَجْدَبَتْ، وَرَبَطَ الْقُلُوبَ بِالْقُرْآنِ الْكَرِيم. وَمَنَحَنَا بِصَلَاةِ ‏التَّرَاوِيحِ فُرْصَةَ الْوُقُوفِ بَيْنَ يَدَيْ مَوْلَانَا عَزَّ وَجَلَّ فِي اللَّيَالِي، وَالْاِلْتِجَاءِ ‏إِلَيْهِ سُبْحَانَه.
PHP Code Snippets Powered By : XYZScripts.com