
إِنَّ أَهَمَّ عِبَادَةٍ فِي الْإِسْلَامِ بَعْدَ الصَّلَاةِ هُوَ فَرِيضَةُ الزَّكَاة. وَالزَّكَاةُ فِي اللُّغَةِ تَأْتِي بِمَعْنَى التَّطْهِيرِ وَالنَّمَاءِ وَالْمَدْح، وَهِيَ فِي اصْطِلَاحِ الشَّرْعِ: إِخْرَاجُ جُزْءٍ مَخْصُوصٍ، مِنْ مَالٍ مَخْصُوصٍ بَلَغَ نِصَابًا، لِمُسْتَحِقِّهِ، إِنْ تَمَّ الْمِلْكُ وَالْحَوْل. قَالَ تَعَالَى: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ﴾.[1] وَقَالَ أَيْضًا: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾.[2] وَقَالَ تَعَالَى: ﴿كلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ﴾.[3] وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ؐ: «بُنِيَ الْإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّه، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّه، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَان».[4]