
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ الْعَدَمِ أَرْسَلَ إلَى عِبَادِهِ أَنْبِيَاءَهُ، وَرُسُلَهُ؛ لِإِرْشَادِ النَّاسِ إلَى عِبَادَتِهِ، وَصَدّهِمْ عَنْ الشَّرِّ، وَتَحْقِيقِ الْعَدَالَةِ. وَعَلَى الرُّسُلِ تَبْلِيغُ الرِّسَالَةِ عَنْ اللَّهِ إلَى النَّاسِ، وَتَوْجِيهُهُمْ إلَى اللَّهِ تَعَالَى. إنَّ الرُّسُلَ وَالْأَنْبِيَاءَ الّذِينَ أَرْسَلَهُمْ اللَّهُ تَعَالَى لِعِبَادِهِ مَع تَبْلِيغِهِمْ الرِّسَالَةَ، نَشَرُوا لِلنَّاسِ الَّذِينَ أُرْسِلُوا إلَيْهِمْ عَقِيدَةَ التَّوْحِيدِ. وَمِنْ بَيْنَ هَؤُلَاءِ الرُّسُلِ أَنْبِيَاءٌ قَامُوا بِوَاجِبَاتِهِمْ النَّبَوِيَّةِ بِكُلِّ عَزِيمَةٍ وَإصْرَارٍ؛ رَغْمَ الصُّعُوبَاتِ الْكَبِيرَةِ الَّتِي وَاجَهَتْهُمْ، وَمِنْهُمْ عِيسَى بْنُ مَرْيَمِ عَلَيْهِ السَّلَامُ.