خطبة الجمعة

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: تَأْسِيسُ بَيْتِ الزَّوْجِيَّةِ بِالسُّبُلِ الْمَشْرُوعَة

28.04.2023
إِنَّ الزَّوَاجَ هُوَ أَسَاسُ الْأُسْرَة، اَلَّتِي هِيَ الْأَسَاسُ الْأَوَّلُ فِي أَيِّ ‏مُجْتَمَعٍ، وَالَّتِي يَتَرَبَّى فِيهَا كُلُّ فَرْد. اَلزَّوَاجُ وَالنِّكَاحُ هُوَ مَنْبَعُ ‏الْوُدِّ وَالْحُبِّ بَيْنَ الزَّوْجَيْن. فَبِالنِّكَاحِ يَسْتَكْمِلُ كُلٌّ مِنْهُمَا شَطْرَ ‏دِيْنِهِمَا، وَيُتَمِّمُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا كَيَانَ الْآخَر. وَقَدْ أَشَارَ اللَّهُ تَعَالَى ‏إِلَى أَنَّ فِي الزَّوَاجِ حِكَمًا كَثِيرَةً وَقَال‏: ﴿وَمِنْ اٰيَاتِهٖٓ اَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ اَنْفُسِكُمْ اَزْوَاجاً لِتَسْكُـنُٓوا اِلَيْهَا وَجَعَلَ ‏بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةًؕ اِنَّ فٖي ذٰلِكَ لَاٰيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ‏﴾.[1] ‏ 

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: اِسْتِمْرَارُ حَالَةِ الصِّيَام

20.04.2023
‎ نَحْمَدُ اللَّهَ تَعَالَى عَلَى أَنْ بَلَّغَنَا شَهْرَ رَمَضَانَ الْمُبَارَكَ مَرَّةً أُخْرَى. وَنَسْأَلُهُ ‏سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَنْ يَتَقَبَّلَهُ مِنَّا بِقَبُولٍ حَسَن. لَقَدِ اجْتَهَدْنَا فِي هَذَا الشَّهْرِ فِي ‏تَزْكِيَةِ نُفُوسِنَا، وَفِي تَزْكِيَةِ أَمْوَالِنَا، وَصَحِبْنَا الْقُرْآنَ الْكَرِيْمَ، وَتَدَبَّرْنَا آيَاتِهِ، ‏وَقُمْنَا الْلَيَالِيَ وَنَاجَيْنَا رَبَّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى. غَيْرَ أَنَّ حَالَنَا هَذِهِ يَنْبَغِي أَلَّا ‏تَكُونَ خَاصَّةً بِهذَا الْمَوسِمِ فَحَسْب، بَلْ عَلَيْنَا أَنْ نَسْتَصْحِبَ هَذِهِ الْحَالَةَ ‏طِوَالَ السَّنَة. يَقُولُ ؐ: «اَلصِّيَامُ جُنَّة»‏‎.[1] بِمَعْنَى وِقَايَة. فَمَنِ الْتَزَمَ الصَّوْمَ خِلَالَ السَّنَةِ كُلِّهَا، فَقَدْ وَعَدَهُ اللَّهُ تَعَالَى ‏بِأَنْ يَقِيَهُ بِالصَّوْمِ مِنَ الْوُقُوعِ فِي الذُّنُوبِ وَالْمَعَاصِي. وَقَالَ تَعَالَى‏: ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتّٰى يَأْتِيَكَ الْيَقٖينُ﴾.[2] ‏ فَعَلَيْنَا أَنْ نُلَازِمَ الصَّوْمَ بِجَمِيعِ أَعْضَائِنَا طِوَالَ الْعَام.

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: لَيْلَةُ الْقَدْر

14.04.2023
‎ يَوْمَ الْاِثْنَيْنِ الْمُقْبِلَ سَنُدْرِكُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. قَالَ تَعَالَى عَنْ ‏هَذِهِ اللَّيْلَة‏: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ . لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ . تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ . سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾.[1] ‏ فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بَلَّغَنَا هَذِهِ اللَّيْلَةَ الْمُبَارَكَة. وَنَسْأَلُهُ سُبْحَانَهُ أَنْ يَتَقَبَّلَهَا ‏مِنَّا بِقَبُولٍ حَسَن.‏

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: اَلِاعْتِكَاف: وَقْتُ الِانْقِطَاعِ لِلْعِبَادَةِ وَالتَّفَكُّر

06.04.2023
‎إِنَّنَا نَقْتَرِبُ مِنَ الْعَشْرِ اَلْأَوَاخِرِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ الْمُبَارَك.‏ وَعَنْ أَهَمِّيَّةِ هَذِهِ الْأَيَّامِ قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ؐ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ، أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَر»‏‎.[1]

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: اَلزَّكَاة: مُقْتَضَى التَّضَامُنِ الْاِجْتِمَاعِيّ

30.03.2023
‎إِنَّ أَهَمَّ عِبَادَةٍ فِي الْإِسْلَامِ بَعْدَ الصَّلَاةِ هُوَ فَرِيضَةُ الزَّكَاة. وَالزَّكَاةُ فِي اللُّغَةِ ‏تَأْتِي بِمَعْنَى التَّطْهِيرِ وَالنَّمَاءِ وَالْمَدْح، وَهِيَ فِي اصْطِلَاحِ الشَّرْعِ: إِخْرَاجُ ‏جُزْءٍ مَخْصُوصٍ، مِنْ مَالٍ مَخْصُوصٍ بَلَغَ نِصَابًا، لِمُسْتَحِقِّهِ، إِنْ تَمَّ ‏الْمِلْكُ وَالْحَوْل. قَالَ تَعَالَى:‏ ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ﴾.[1] وَقَالَ أَيْضًا: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾.[2] ‏وَقَالَ تَعَالَى: ﴿كلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ﴾.[3] وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ؐ: «بُنِيَ الْإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّه، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّه، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَان»‏‎.[4]

خُطْبَةُ الْجُمُعَة : اَلْعُنْصُرِيَّة: اَلْعَدُوُّ الْمُشْتَرَكُ لِلْبَشَرِيَّة

17.03.2023
حِينَمَا خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ ؐ لِأُمَّتِهِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، قَالَ فِيمَا قَالَ لَهُمْ‏: «يَا أيُّهَا النَّاس، إِنَّ ربَّكُمْ وَاحِد، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِد، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيّ، وَلَا لِعجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيّ، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَد، وَلَا لِأَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى، إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُم»‏‎.[1] وَبِهَذَا نَبَّهَ رَسُولُ اللَّهِ ؐ أُمَّتَهُ إِلَى دَاءٍ عُضَالٍ قَدْ سَبَّبَ الْكَثِيرَ مِنَ ‏المْظَالِمِ وَالدَّمَارِ فِي تَارِيخِ الْبَشَرِيَّة. أَلَا وَهُوَ الْعُنْصُرِيَّة. وَهُوَ ؐ دَلَّنَا فِي ‏خُطْبَتِهِ هَذِهِ أَيْضًا إِلَى دَوَائِهَا وَإِلَى الْمَخْلَصِ مِنْهَا. أَلَا وَهُوَ الْإِيمَانُ بِأَنَّ ‏النَّاسَ سَوَاسِيَةٌ كَأَسْنَانِ الْمِشْط، وَأَنَّهُ لَا فَضْلَ لِأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ إِلَّا بِأَمْرٍ ‏وَاحِدٍ، وَهُوَ تَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، لَا غَيْر.

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: التَّسَانُدُ وَالْأُخُوَّةُ الْإِسْلَامِيَّة

23.02.2023
إِنَّ الْإِنْسَانَ كَائِنٌ اِجْتِمَاعِيٌّ مُحَمَّلٌ بِأَنْوَاعٍ مِنَ الْمَسْؤُولِيَّاتِ تِجَاهَ غَيْرِهِ مِنَ ‏النَّاسِ فِي الْمُجْتَمَعِ الَّذِي يَعِيشُ فِيه. وَعَلَى رَأْسِ هَذِهِ الْمَسْؤُولِيَّاتِ؛ ‏اَلتَّعَاوُنُ وَالتَّسَانُدُ مَعَ إِخْوَتِهِ الْمُسْلِمِين. لِذَلِكَ يُعْتَبَرُ الْاِهْتِمَامُ بِمَا يَدُورُ ‏وَيَحْدُثُ فِي الْعَالَمِ الْإِسْلاَمِيِّ وَمُسَانَدَةُ الْمُسْلِمِينَ مَادِّيًّا وَمَعْنَوِيًّا أَيْنَمَا كَانُوا ‏مِن أَرْضِ اللَّهِ؛ مِنْ أَهَمِّ وَاجِبَاتِنَا الدِّينِيَّة.
PHP Code Snippets Powered By : XYZScripts.com