خطبة الجمعة

فضائل العمرة

22.11.2024
الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ أَيْضًا أَمَاكِنٌ وُطِئَتْ فِيهَا قَدَمُ نَبِيِّنَا، وَأَمَاكِنٌ صَلَّى فِيهَا، وَأَمَاكِنٌ لَهَا مَنْزِلَةٌ عَظِيمَةٌ مِثْلُ جَبَلِ أُحُد، وَجَبَلِ الْخَنْدَق، وَمَسْجِدِ قُبَاءٍ، وَمَسْجِدِ الْقِبْلَتَيْن، وَالْبَقِيع الَّتِي دُفِنَ فِيهَا مَا يُقَارِبُ مِنْ عَشَرَةِ آلَافٍ مِنَ الصَّحَابَةِ. بِكُلِّ هَذِهِ الْأَمَاكِنِ مَنْزِلَةٌ وَدُرُوسٌ لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى.

فضل صلاة الجماعة

14.11.2024
إِخْوَتِيَ الْأَعِزَّاء، الصَّلَاةُ هِيَ عِمَادُ الدِّينِ. لَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ هُنَاكَ أَيُّ عُذْرٍ وَمَانِعٍ لِأَدَاءِ الصَّلَاةِ. وَلِذَلِكَ يَنْبَغِي عَلَى الْقَادِرِينَ أنْ يَحْرِصُوا عَلَى أَدَاءِ صَلَوَاتِهِمْ جَمَاعَةً فِي الْمَسْجِدِ، وَلَا نَنْشَغِلْ عَنِ الْجَمَاعَةِ بِسَبَبِ مُشَاهَدَتِنَا الْبَرَامِجَ التِّلْفِزْيُونِيَّةَ.

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: الوَفَاءُ بِالعَهْدِ

07.11.2024
عِنْدَمَا نَتَحَدَّثُ عَنْ الْوَفَاءِ لَا يَأْتِي إلَى الذِّهْنِ فَقَطْ الْوَفَاءُ الَّذِي بَيْنَ النَّاسِ. بَلْ أَهَمُّ شَيْءٍ أَنْ يَكُونَ الْمُؤْمِنُ وَفِيًّا لِرَبِّهِ الَّذِي خَلَقَهُ مِنَ الْعَدَمِ، وَأَنْعَمَ عَلَيْهِ بِنِعَمٍ لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى. قَبْلَ أَنْ يَبْعَثَنَا اللَّهُ إلَى الدُّنْيَا لِلِامْتِحَانِ، وَعِنْدَمَا َسَأَلَنَا (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ) قُلْنَا (بَلَى أَنْتَ رَبُّنَا). وَبِهَذَا نَكُونُ عَلَى عَهْدِنَا تُجَاهَ خَالِقِنَا. وَبَعْدَمَا بَعَثَنَا إلَى الدُّنْيَا وَفَى الْبَعْضُ بِالْعَهْدِ الَّذِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ، بَيْنَمَا الْآخَرُونَ نَقَضُوا الْعَهْدَ وَاتَّبَعُوا الشَّيْطَانَ.

الشِّتَاءُ رَبِيعُ الْمُؤْمِنِ

31.10.2024
لَقَدْ خَلَقَ اللَّهُ الْوَقْتَ لِيَسْتَفِيدَ مِنْهُ الْإِنْسَانُ وَقَسَّمَهُ لِأَقْسَامٍ لِيَسْتَطِيعَ الْإِنْسَانُ اسْتِغْلَالَ هَذَا الْوَقْتِ بِشَكْلٍ مُثْمِرٍ. وَخَلَقَ الْكَوْنَ بِشَكْلٍ مُتَوَازِنٍ؛ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، وَالصَّيْفَ، وَالشِّتَاءَ، وَالرَّبِيعَ، وَالْخَرِيفَ. كُلُّ شَيْءٍ فِي الْكَوْنِ يَتَطَوَّرُ وَيَزُولُ مَعَ مُرُورِ الْوَقْتِ.

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: الإنفاق في سبيل الله

24.10.2024
الْإِنْفَاقُ هُوَ أَنْ نُخْرِجَ مِنْ النِّعَمِ وَالْأَمْوَالِ الَّتِي أَنْعَمَنَا اللَّهُ بِهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ دُونَ مُقَابِل. الْإِنْفَاقُ هُوَ رِعَايَةُ الْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ، وَالْحِفَاظُ عَلَيْهِمْ. وَمِنْ مَعَانِي الْإِنْفَاقِ أَيْضًا أَنْ نَبْذُلَ جُهْدًا لِنُقَدِّمَ الْخَيْرَ لِعَائلَاتِنَا، وَأَصْحَابِنَا، وَأَقَارِبِنَا وَجِيْرَانِنا وَإِخْوَانِنَا الْمُسْلِمِينَ، وَلِجَمِيعِ النَّاس. إِنَّ الْإِنْفَاقَ مِمَّا أَكْرَمَنَا اللَّهُ بِهِ يَشْفِي الْقُلُوب. عِنْدَمَا نُنْفِقُ عَلَى الْاخَرِينَ يَتَقَوَّى رِبَاطُ الْأَمَانِ وَالسَّعَادَةِ وَالِاتِّحَادِ وَالتَّعَاوُنِ بَيْنَنَا، وَبِه تَزُولُ الْمَشَاكِلُ أَيْضًا. وَالْمُؤْمِنُون يَنَالُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ بِالْإِنْفَاقِ وَالتَّعَاوُنِ. وَكَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ» وَيُخْبِرُنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيثٍ قُدْسِيّ اخَرٍ قَالَ: «قال الله: يا ابْنَ آدَمَ أنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ»

القرآن الكريم أعظم هداية

17.10.2024
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْكِرَام، اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، الَّذِي خَلَقَ هَذَا الْكَوْنَ دَارًا لِلِامْتِحَان، لَمْ يَتْرُكْنَا وَحْدَنَا فِي هَذَا الإِمْتِحَانِ، بَلْ أَرْسَلَ لَنَا رُسُلًا وَأَنْبِيَاءً لِكَيْ يُعَلِّمُونَا الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ، وَالْخَيْرَ وَالشَّرَّ، وَالصَّوَابَ وَالْخَطَأَ. الْقُرْانُ، هُوَ الْكِتَابُ الْأَخِيرُ الَّذِي أَنْزَلَهُ اللَّهُ عَلَيْنَا، وَهُوَ الْكِتَابُ الْوَحِيدُ الَّذِي بَقِيَ دُونَ تَحْرِيفٍ كَمَا جَاءَ مِنْ اللَّهِ.

الْأَرْقَمُ بْنُ أَبِى الأَرْقَمِ

10.10.2024
الْأَرْقَمُ بْنُ أَبِي الأَرْقَمِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، الَّذِي أَكْرَمَهُ اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ فِي سِنٍّ مُبَكِّرٍ نَالَ شَرَفَ أَنْ يَكُونَ مِنْ أَوَائِلِ الْمُسْلِمِينَ. وَفِي تِلْكَ الْفَتْرَةِ كَانَ تَبْلِيغُ الْإِسْلَامِ مَازَال سِرًّا، وَكَانَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ التَّحَرُّكُ بِحَذَرٍ لِحِمَايَةِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ ظُلْمِ الْمُشْرِكِينَ. كَانَ الْمُسْلِمُونَ بِحَاجَةٍ إِلَى مَكَانٍ أَمِنٍ لِلتَّجَمُّعِ، وَلِلْعِبَادَةِ، وَتَعَلُّمِ وَمَعْرِفَةِ الدِّينِ وَالْعِلْمِ. وَفِي هَذِهِ الْفَتْرَةِ أَهْدَى الأَرْقَمُ بْنُ أَبِي الْأَرْقَمِ مُضَحِّيًا بِمَنْزِلِهِ لِيَكُونَ مَقَرًّا لِاجْتِمَاعِ الْمُسْلِمِينَ وَقَالَ "بَيْتِي هُوَ بَيْتُك يَا رَسُولَ اللَّهِ" وَهَكَذَا أَصْبَحَ دَارُ الْأَرْقَمِ بْنُ أَبِي الْأَرْقَمِ، الَّذِي كَانَ يَقَعُ عِنْدَ سَفْحِ جَبَلِ الصَّفَا فِي الْجِهَةِ الْجَنُوبِيَّةِ الشَّرْقِيَّةِ مِنْ الْكَعْبَةِ، وَلَكِنَّهُ كَانَ فِي مَكَانٍ غَيْرِ ظَاهِرٍ مَرْكَزًا يَجْتَمِعُ فِيهِ الْمُسْلِمُونَ وَيَعْبُدُون اللَّهَ فِيهِ، وَيُبَلِّغُونَ النَّاسَ بِالإِسْلاَمِ. وَبِدَارِ الأَرْقَمِ كَانَ الْمُؤْمِنُونَ يَتَعَلَّمُونَ كِتَابَ اللَّهِ، وَيُقَوُّونَ إِيْمَانَهُمْ بِصُحْبَةِ النَّبِيّ، وَكَانَتْ تَقْوَى عَلَاقَتَهُمْ الأَخَوِيَّةُ. وَأَصْبَحَ هَذَا الْبَيْتُ أَوَّلَ مَدْرَسَةٍ انْتَشَرَ فِيهَا نُورُ الْإِسْلَام.
PHP Code Snippets Powered By : XYZScripts.com