
قَدْ بَيَّنَ اللَّهُ تَعَالَى لَنَا الْحَلَالَ وَالْحَرَامَ عَنْ طَرِيقِ كُتُبِهِ الَّذِي أَنْزَلَهَا، وَرُسُلِهِ الَّذِينَ أَرْسَلَهُمْ لِهِدَايَةِ الْبَشَرِ، وَأَمَرَ عِبَادَهُ اَلْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَسِيرُوا فِي حَيَاتِهِمْ فِي إِطَارِ اَلْأَوَامِرِ وَالنَّوَاهِي. وَقَدْ نَهَى اللَّهُ تَعَالَى نَهْيًا صَرِيحًا عَنْ أَنْ يُحِلَّ الْإِنْسَانُ مَا حَرَّمَ اللَّهُ، أَوْ يُحَرِّمَ مَا أَحَلَّهُ اللَّهُ، تَبَعًا لِهَوَاهُ وَرَغَبَاتِهِ. يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْآيَةِ الَّتِي تُلِيَتْ فِي أَوَّلِ خُطْبَتِنَا: ﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ اَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هٰذَا حَلَالٌ وَهٰذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللّٰهِ الْكَذِبَۜ اِنَّ الَّذ۪ينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّٰهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَۜ﴾ مَنْ يَعِيشْ وَفْقًآ لِمَا أَحَلَّهُ اللَّهُ يَفُزْ بِالْجَنَّةِ، وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ جَزَاءُهُ النَّارُ وَالْعِيَاذُ بِاَللَّهِ. " وَقَدْ بَيَّنَ النَّبِيُّ ﷺ خُطُورَةِ الْحَرَامِ، فَقَالَ: «كُلُّ جَسَدٍ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ»