خطبة الجمعة

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: أَهَمِّيَّةُ الْوَفَاءِ

20.02.2025
الْوَفَاءُ وَالْإِخْلَاصُ فَضِيلَةٌ مِنَ الْفَضَائِل، وَخُلُقٌ مِنَ الْأَخْلَاقِ الْحَسَنَةِ الْحَمِيدَةِ فِي دِينِنَا الْإِسْلَامِ، وَيَكُون الْإِخْلَاصُ لِلَّهِ تَعَالَى وَلِلشَّخْصِ نَفْسِهِ. الْوَفَاءُ هُوَ دَلِيلٌ عَلَى إخْلَاصِنَا وَامْتِنَانِنَا وَشُكْرِنَا لِلَّهِ تَعَالَى الَّذِي خَلَقَنَا مِنَ الْعَدَمِ، وَأَنْعَمَ عَلَيْنَا بِنِعَمٍ لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى. الْوَفَاءُ هُوَ الاِحْتِرَامُ، وَهُوَ أَنْ يَكُونَ الْإِنْسَانُ بَعِيدًا عَنْ الْجُحُودِ، فَلَا يُؤْذِي الْقُلُوبَ، وَلَا يُكْسِرُ الْخَوَاطِرَ، وَلَا يَتَنَازَلُ عَنْ كُلِّ مَا هُوَ صَحِيحٌ، وَأَنْ يُعَبِّرَ عَنْ الْحَقِيقَةِ بِأفْضَلِ شَكْلٍ مُمْكِنٍ، وَأَيْضًا الْوَفَاءُ هُوَ ألَّا نَنْسَيَ الَّذِينَ رَافَقُونَا عِنْدَمَا كُنَّا وَحْدَنَا، وَلَا الَّذِينَ حَمَوْنَا وَدَعَمُونَا عِنْدَمَا كُنَّا ضُعَفَاء.

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: الْعُنْصُرِيَّةُ

13.02.2025
لَقَدْ خَلَقَ اللَّهُ الْإِنْسَانَ وَهُوَ أَشْرَفُ الْكَائِنَاتِ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، وَمَيَّزَهُ بِالْكَرَامَةِ وَالِاحْتِرَامِ. لَا يَجِبُ عَلَى أَيِّ أَحَدٍ أَنْ يُقَلِّلَ أَوْ يُصَغِّرَ مِنْ شَأْنِ شَخْصٍ آخَرَ بِسَبَبِ عِرْقِهِ أَوْ أَيِّ سَبَبٍ آخَرَ. نَحْنُ لَمْ نَخْتَرْ عِرْقَنَا وَلَا لَوْنَنَا عِنْدَمَا خَلَقَنَا اللَّهُ، وَلِذَلِكَ فَلَا يَحِقُّ لَنَا أَنْ نُهِينَ شَخْصًا بِذَلِكَ، لِأَنَّهُ يُعَدُّ مِنَ الْإِسَاءَةِ لِلَّهِ تَعَالَى. لَقَدْ خَلَقَنَا اللَّهُ مُخْتَلِفِينَ، وَأَصْحَابَ أَعْرَاقٍ مُخْتَلِفَةٍ، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى قُدْرَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَعَظَمَتِهِ. إِنَّ اللَّهَ لَا يُقَدِّرُنَا عَلَى حَسَبِ لَوْنِنَا وَعِرْقِنَا، إنَّمَا يُقَدِّرُنَا عَلَى حَسَبِ إِيْمَانِنَا بِه.

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: لَيْلَةُ الْبَرَاءَةِ

06.02.2025
الْوَقْتُ مِنْ أَعْظَمِ النِّعَمِ الَّتِي أَنْعَمَ اللَّهُ بِهَا عَلَى عِبَادِهِ. الْوَقْتُ هُوَ فُرْصَةٌ وَإِمْكَانِيَّةٌ عَظِيمَةٌ فِي حَيَاةِ الْإِنْسَانِ. كُلُّ وَقْتٍ وَلَحْظَةٍ يَقْضِيهَا الْإِنْسَانُ وَهُوَ يَعِي بِعُبُودِيَّتِهِ لِلَّهِ مُهِمَّةٌ وَقَيِّمَةٌ، إلَّا أَنَّ هُنَاكَ أَوْقَاتًا جُعِلَتْ وَسِيلَةً لِقَبُولِ الدُّعَاءِ وَتَكْفِيرِ الذُّنُوبِ رَحْمَةً مِنْ اللَّهِ. وَهَذِهِ الْأَوْقَاتُ دَلِيلٌ عَلَى رَحْمَةِ اللَّهِ وَفَضْلِهِ الْوَاسِعِ عَلَى عِبَادِهِ. وَمِنْ هَذِهِ الْأَوْقَاتِ الْقَيِّمَةِ اللَيْلَةُ الْخَامِسةُ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ، وهي اللَّيْلَةُ الثَّالِثَةُ عَشَرَ الْوَاقِعَةُ بَيْنَ الْخَمِيسِ وَالْجُمُعَةِ وَتُسَمَّى بِلَيْلَةِ الْبَرَاءَةِ. هَذِهِ اللَّيَالِي الْمُبَارَكَةُ وَمَا يُشْبِهُهَا مِنْ سَائِرِ الْأَوْقَاتِ الْقَيِّمَةِ فُرَصٌ عَظِيمَةٌ لِتَقْوِيَةِ إِيمَانِنَا وَعِبَادَاتِنَا، وَلِتَطْهِيرِ أَنْفُسِنَا، وَمُرَاجَعَةِ أَفَكَارِنَا، وَلِكَيْ نُحَاسِبَ أَنْفُسَنَا عَلَى مَاضِينَا، وَلِنُخَطِّطَ لِمُسْتَقْبَلِنَا. ‎بِمُنَاسَبَةِ هَذِهِ اللَّيْلَةِ الْمُبَارَكَةِ يَنْبَغِي عَلَيْنَا أَنْ نَسْتَغْفِرَ اللَّهَ مِنْ ذُنُوبِنَا، وَنَدْعُوَ اللَّهَ لَنَا وَلِكُلِّ الْمُسْلِمِينَ وَالنَّاسِ جَمِيعًا. إنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَهُوَ الرَّحْمَنُ وَالرَّحِيمُ يُنَزِّلُ رَحْمَتَهُ عَلَى عِبَادِهِ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ، وَيَفْتَحُ لَهُمْ أَبْوَابَ الرِّزْقِ وَالْخَيْرِ. إنَّ هَذِهِ اللَّيْلَةَ الْمُبَارَكَةَ تُكَسِّبُنَا وَعْيًا لِتَأْسِيسِ وَاسْتِمْرَارِ حَيَاةٍ جَدِيدَةٍ وَمُتَوَازِنَةٍ.

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: الأخوة بين المسلمين

30.01.2025
دِينُنَا الْإِسْلَامُ أَمَرَنَا بِالْوحْدَةِ وَالتَّضَامُنِ وَالتَّعَاوُنِ، وَأَمَرَنَا بِأَنْ نُكَوِّنَ عَلَاقَاتٍ بَيْنَ النَّاسِ، وَتَكُونُ هَذِهِ الْعَلَاقَاتُ مَبْنِيَّةً عَلَى الْمَوَدَّةِ وَالرَّحْمَةِ، وَنَتْعَامِلَ مَعَهُمْ بِالْحُسْنَى. وَنَهَانَا دِينُنَا أَيْضًا مِنْ كُلِّ قَوْلٍ وَعَمَلٍ سَيِّئٍ مَع بَعْضِنَا الْبَعْضِ كَالْخِصَام، وَقَطْعِ الْعَلَاقَاتِ الْأُخُوَّةِ بَيْنَنَا. تِلْكَ الْايَةُ الَّتِي قَرَأْنَاهَا فِي بِدَايَةِ الْخُطْبَةِ تُذَكِّرُنَا بِهَذَا. يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ الْكَرِيمِ: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ اَوْلِيَٓاءُ بَعْضٍۘ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقٖيمُونَ الصَّلٰوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكٰوةَ وَيُطٖيعُونَ اللّٰهَ وَرَسُولَهُؕ اُو۬لٰٓئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّٰهُؕ اِنَّ اللّٰهَ عَزِيزٌ حَكٖيمٌ ﴾

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: البشرى العظيمة في الإسراء والمعراج

23.01.2025
الْإِسْرَاءُ وَالْمِعْرَاجُ مُكَافَأَةٌ وَمِنْحَةٌ، ومُعْجِزَةٌ رَبَّانِيَّةٌ لِنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. كَانَتْ حَادِثَةُ الْإِسْرَاءِ وَالْمِعْرَاجِ امْتِحَانًا لِلْمُؤْمِنِينَ عَلَى إِيمَانِهِمْ بِنَبِيِّ اللَّهِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ. وَتُعَدُّ هَذِهِ الْحَادِثَةُ مِنْ أَعْظَمِ الدَّلَائِلِ عَلَى عَظَمَةِ اللَّهِ وَقُدْرَتِهِ. وَبَيَّنَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَنَا بِهَذِهِ الْوَاقِعَةِ أَنَّهُ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ، وَعَلَّمَنَا بِهَا أَيْضًا طُرُقَ الْوُصُولِ إلَى ذُرْوَةِ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَطُرُقَ تَزْكِيَةِ النَّفْسِ.

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: فضل الشهور الثلاثة

02.01.2025
لَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَنَا أَمَاكِنَ وًأَوْقَاتًا مُبَارَكَةً. وَمِنْ تِلْكَ الْأَوْقَاتِ الْمُبَارَكَةِ الْأَشْهُرُ الثَّلَاثَةُ؛ رَجَبٌ، وَشَعْبَانُ، وَرَمَضَانُ. وَهِيَ شُهُورُ الرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ. وَنَحْنُ الْانَ قَدْ دَخَلْنَا فِي هَذِهِ الْأَشْهُرِ الثَّلَاثَةِ الْمُبَارَكَة. كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ رَجَبَ قَالَ: «اَللّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فيِ رَجَبٍ وَشَعْبَانَ وَبَلِّغْنَا رَمَضَان»

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: الوسطية والاعتدال في الحياة

26.12.2024
الْوَقْتُ هُوَ كَرَأْسِ الْمَالِ فِي حَيَاةِ الْإِنْسَانِ لِأَنَّهُ مِنْ أَكْثَرِ النِّعَمِ الْقَيِّمَةِ الَّتِي وَهَبَهَا اللَّهُ لِلْإِنْسَانِ. وَالْوَقْتُ لَا نَسْتَطِيعُ حِفْظَهُ وَلَا إعَادَتَهُ. كُلُّ لَحْظَةٍ وَيَوْمٍ وَسَنَّةٍ يَمُرُّ يَنْقُصُ مِنْ حَيَاتِنَا. لَقَدْ مَنَحَنَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ نِعْمَةَ الْوَقْتِ حَتَّى نَعْبُدَهُ وَنُطِيعَ أَوَامِرَهُ لِأَنَّ اللَّهَ بَعَثَنَا لِأَجْلِ ذَلِكَ. وَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ الْكَرِيمِ: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ﴾ وَيُذَكِّرُنَا بِذَلِكَ بِأَنَّ الدُّنْيَا دَارُ امْتِحَانٍ. إضَاعَةُ نِعْمَةِ الْوَقْتِ الَّتِي رَزَقَنَا اللَّهُ بِهَا كَمِثْلِ صَرْفِ رَأْسَ الْمَالِ وَهَذَا يُشَكِّلُ تَعَدِّي الْحُدُودِ. وَذَلِكَ لَا يَكُونُ فَقَطْ فِي سَلُوكِنَا، بَلْ عِنْدَمَا لَا نُرَتِّبُ وَقْتَنَا وَنُنَظِّمُهُ أَيْضًا. يُنَبِّهُنَا نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَهَمِّيَّةِ الْوَقْتِ بِقَوْلِهِ: " نِعْمَتانِ مَغْبُونٌ فِيهِما كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ والفَراغُ. "
PHP Code Snippets Powered By : XYZScripts.com