خطبة
فَضَائِلُ وَخَصَائِصُ شَهْرِ رَمَضَانَ
14.03.2024شَهْرُ رَمَضَانَ الْمُبَارَكُ الَّذِي نَحْنُ فِيهِ، هُوَ شَهْرٌ مُثْمِرٌ، وأَكْرَمَنَا اللَّهُ بِهَذَا الشَّهْرِ مِنْ أَجْلِ الْعِبَادَةِ، وَتَطَوَّرِ الْوَعْي الْأَخَوِيِّ وَالتَّكَافُلِ الِاجْتِمَاعِيِّ. وَفِي نَفْسِ الْوَقْتِ أَيْضًا هُوَ شَهْرٌ نُحَاسِبُ فِيهِ أَنْفُسَنَا وَنُقَوِّي إيمَانَنَا. إِنَّنَا كَمُسْلِمِينَ نَتَوَجَّهُ إِلَى اللَّهِ بِالصِّدْقِ وَالْإِخْلَاصِ فِي عِبَادَاتِنَا فِي هَذَا الشَّهْرِ الْمُبَارَكِ، وَنُزَكِّي وَنُهَذِّبُ أَنْفُسَنَا وَإِرَادَتَنَا بِالصَّوْمِ، وَنَقُومُ بِتَنْقِيَةِ أَمْوَالِنَا مِنَ خِلَالِ الزَّكَاةِ وَصَدَقَةِ الْفِطْرِ، وَنَقْوَى بِوَعِينَا بِكَوْنِنَا أُمَّةً. وَبِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ نُكْمِلُ هَذَا الشَّهْرَ الْمُبَارَكَ الَّذِي نَقْضِي فِيهِ الْعِبَادَةَ لَيْلًا وَنَهَارًا وَنَحْنُ تَائِبُونَ وَعَابِدُونَ وقَائِمُونَ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ. بَعْدَمَا فُرِضَ الصِّيَامُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَعِدُّ اسْتِعْدَادًا مَعْنَوِيًّا بِمَجَيئِ شَهْرِ رَمَضَانَ. كَانَ نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْطِي أَهَمِّيَّةً خَاصَّةً لِرَمَضَانَ، وَكَانَ يُكْثِرُ فِيهِ مِنَ الْعِبَادَةِ. َرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ حِينَ مَجِيئِ رَمَضَانَ: "أَتَاكُمْ رَمَضَانُ، شَهْرُ بَرَكَةٍ يُغْنِيكُمُ اللهُ فِيهِ، فَيُنْزِلُ الرَّحْمَةَ، وَيَحُطُّ الْخَطَايَا، وَيَسْتَجِيبُ فِيهِ الدُّعَاءَ، يَنْظُرُ اللهُ إِلَى تَنَافُسِكُمْ، وَيُبَاهِي بِكُمْ مَلَائِكَتَهُ، فَأَرُوا اللهَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ خَيْرَاً، فَإِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ حُرِمَ فِيهِ رَحْمَةَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ"