خطبة
خطبة الجمعة ٢١ / ٥ / ٢٠٢١ – حُرْمَةُ الْمَعَابِدِ
21.05.2021يَا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْكِرَامُ
خُلِقَ الْإِنْسَانُ أَشْرَفُ مَخْلُوقٍ فِي الْكَوْنِ بِصُورَةٍ تَسْتَحِقُّ الثَّنَاءَ وَالْاِحْتِرَامَ. يُمْكِنُهُ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَ الْحُسْنِ وَالسَّيِّءِ وَبَيْنَ الصَّوَابِ وَالْخَطَأِ بِمِيزَاتِهِ مِثْلَ الْعَقْلِ وَالْإِرَادَةِ. كُلُّ إِنْسَانِ يُولَدُ حُرًّا وَمَعْصُومًا. وَقَدْ تَمَّ الْحَظْرُ فِي دِينِنَا عَنِ التَّدَخُّلِ فِي حُرِّيَّاتٍ مَنْ وُلِدَ حُرًّا وَعَنْ سَلْبِ حُقوقِهِ فِي الْعَيْشِ، وَعَنْ أخْذِ حُرِّيَّاتِهِ فِي الْاِعْتِقَادِ وَالْعِبَادَةِ وَعَنْ غَصْبِ حُقوقِهِ فِي الْمِلْكِ وَالْمَالِ. وَقَدْ مَرَّ التَّارِيخُ وَكُلُّ الْأَدْيَانِ تَقْبَلُ بِهَذِهِ الْقَوَاعِدِ. وَلِذَا، لَا يُمْكِنُ لِأحَدٍ أَنْ يُعَامِلَ أحَدًا مُعَامِلَةً سَيِّئَةً لِمُجَرَّدِ اِخْتِلَاَفٍ فِي الدِّينِ، وَاللُّغَةِ، وَالنَّسَبِ، وَاللَّوْنِ. فَإِنَّ حُرِّيَّةَ الْفِكْرِ وَالْاِعْتِقَادِ وَإِرَادَةَ تَطْبِيقِ الْعِبَادَاتِ كَمَا يُحِبُّهُ الْمَرْءُ مِنْ حُقُوقِ الْإِنْسَانِ الطَّبِيعِيَّةِ.