خطبة

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: تطهير أموالنا: الزكاة

07.03.2025
Koran Tasbih Grün

أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْكِرَام،

الزَّكَاةُ هِيَ أَحَدُ أَرْكَانِ الْإِسْلَامِ، وَهِيَ عِبَادَةٌ فَرَضَهَا اللَّهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ. الزَّكَاةُ مَسْؤُولِيَّةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ وَتُفْرَضُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ قَدْ بَلَغَ مِقْدَارُ مَالِهِ النِّصَابَ، وَهُوَ أَنْ يُخْرِجَ مِقْدَارًا مُعَيَّنًا مِنْ الْمَالِ الَّذِي يَمْتَلِكُهُ مَرَّةً وَاحِدَةً فِي السَّنَةِ. يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي سُوَرِةِ التَّوْبَةِ:( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا (فِي دِينِنَا الْإِسْلَامِ تُعْتَبَرُ الزَّكَاةُ عِبَادَةً وَفَرِيضَةً يَجِبُ أَدَاؤُهَا امْتِثَالًا لِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى. كَمَا أَنَّ لِلزَّكَاةِ فَوَائِدًا كَثِيرَةً عَلَى الْفَرْدِ وَالْمُجْتَمَعِ فَهِيَ تَرْفَعُ الْقِيَمَ الْأَخْلَاقِيَّةَ وَالدِّينِيَّةَ، وَتُقَوِّي الْبِنْيَةَ الِاجْتِمَاعِيَّةَ، وَتُقَوِّي الْحَيَاةَ الِاقْتِصَادِيَّةَ. وَكَمَا وَرَدَ فِي الْقِرَانِ الْكَرِيمِ أَنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ الْفُقَرَاءِ. وَأَدَاءُ الزَّكَاةِ يُزَكِّي النَّفْسَ، وَيُنَقِّي الْقَلْبَ وَيُطَهِّرُ الْمَالَ. يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْ عِبَادَةِ الْمُتَّقِينَ: (وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (. وَبِهَذِهِ الْآيَةِ يُذَكِّرُنَا اللَّهُ بِإِنَّ الْمُؤْمِنَ يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يُؤَدِّيَ زَكَاتَهُ لِإِخْوَانِهِ الْمُحْتَاجِينَ.

إِخْوَتِيَ الْأَعِزَّاء،

زَكَاةُ الْفِطْرِ هِيَ صَدَقَةٌ وَاجِبَةٌ تَخْرُجُ عَنْ كُلِّ فَرْدٍ مُسْلِمٍ قُبَيْلَ صَلَاةِ عِيدِ الْفِطْرِ. وَيُخْرِجُ الْمُسْلِمُ زَكَاةَ الْفِطْرِ عَنْ نَفْسِهِ، وَعَنْ أَوْلَادِهِ، وَزَوْجَتِهِ. قَدْ بَيَّنَ النَّبِيُّ ﷺ أَنَّ زَكَاةَ الْفِطْرِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ، وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى. يَبْدَأُ وَقْتُهَا مِنْ غُرُوبِ شَمْسِ آخِرِ يَوْمِ رَمَضَانَ إِلَى صَلَاةِ عِيدِ الْفِطْرِ، وَلَكِنْ يُسْتَحَبُّ إِخْرَاجُهَا قَبْلَ صَلَاةِ الْعِيدِ، بَلْ يُعَدُّ ذَلِكَ أَفْضَلًا، فَقَدْ أَمَرَ النَّبِيُّ بِإِخْرَاجِهَا قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلَاةِ. 

أيُّها الإخْوَةُ الأفاضِل،

لَقَدْ شَرَعَ دِينُنَا الْإِسْلَامُ الْحَنِيفُ قَوَاعِدَ لِحِفْظِ الضُّعَفَاءِ، وَالْمُحْتَاجِينَ، وَالْأَيْتَامِ، وَالْأَرَامِلِ، وَالْفُقَرَاءِ، وَمُرَاعَاةِ حُقُوقِهِمْ فِي الْمُجْتَمَعِ. فَقَدْ أَخْبَرَ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ أَنْعَمَ عَلَيْهِمْ بِأَنَّ لِلْمُحْتَاجِينَ حَقًّا فِي مَا يَمْتَلِكُونَ مِنْ نِعَمٍ، فَالْمَالُ وَالنِّعَمُ أَمَانَةٌ أَوْدَعَهَا اللَّهُ عَلَى عِبَادِهِ، وَإِنْفَاقُ هَذِهِ النِّعَمِ وَاسْتِخْدَامُهَا كَمَا يُرْضِي اللَّهَ أَمْرٌ وَاجِبٌ عَلَيْنَا. وَإِلَّا فَإِنَّنَا نَكُونُ وَالْعِيَاذُ بِاللَّهِ نُنْكِرُ نِعَمَ اللَّهِ، وَهُوَ الْمَالِكُ وَالْمُعْطِي الْوَحِيدُ مَا نَمْلِكُ مِنْ نِعَمٍ، وَنَحْنُ مُجَرَّدُ أُمَنَاءَ عَلَى هَذِهِ النِّعَمِ الَّتِي أَنْعَمَنَا اللَّهُ بِهَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا الْفَانِيَةِ. وَالشُّكْرُ عَلَى النِّعَمِ مِنْ الْإِيمَانِ. يَنْبَغِي أَنْ نَشْكُرَ اللَّهَ عَلَى نِعْمَةِ اللِّسَانِ عَنْ طَرِيقِ الذِّكْرِ، وَنَشْكُرَ عَلَى نِعْمَةِ الْجَسَدِ عَنْ طَرِيقِ الْعِبَادَةِ، وَأَمَّا شُكْرُ اللَّهِ عَلَى الْأَمْوَالِ وَالنِّعَمِ فَهُوَ عَنْ طَرِيقِ الزَّكَاةِ. فَالزَّكَاةُ تُحَرِّرُ الْغَنِيَّ مِنْ دَاءِ الْبُخْلِ وَالْجَشَعِ الْمُفْرِطِ فِي الْمَالِ، وَتَمْنَحُهُ صِفَةَ الْكَرَمِ، وَالْعَطَاءِ، وَالشُّكْرِ عَلَى النِّعْمَةِ الَّتِي أُعْطِيَتْ لَهُ. كَمَا أَنَّ الزَّكَاةَ تُعَزِّزُ التَّضَامُنَ الِاجْتِمَاعِيَّ، وَتُتِيحُ مَدَّ يَدِ الْأُخُوَّةِ لِلْمُحْتَاجِينَ.

أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْكِرَام،

فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ الْمُبَارَكَةِ حَيْثُ تَزْدَادُ الْحَاجَةُ إِلَى التَّعَاوُنِ يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نُسَارِعَ فِي إِرْسَالِ الزَّكَاةِ وَصَدَقَةِ الْفِطْرِ إِلَى مُسْتَحِقِّيهَا مِنْ خِلَالِ جَمْعِيَّاتِنَا. وَبِذَلِكَ نَكُونُ قَدْ زَكَّيْنَا أَنْفُسَنَا وَطَهَّرْنَا أَمْوَالَنَا. وَلْنَمُدَّ يَدَ الْمُسَاعَدَةِ لِإِخْوَانِنَا وَأَخَوَاتِنَا الْأَيْتَامِ، وَالْمُحْتَاجِينَ، وَالطُّلَّابِ، وَالْفُقَرَاءِ، وَنَصْنَعْ الِابْتِسَامَةَ فِي وُجُوهِهِمْ. يَقُولُ اَللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتّٰى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَؕ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَاِنَّ اللّٰهَ بِهٖ عَلٖيمٌ﴾ وَقَالَ نَبِيُّنَا صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «حَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ وَدَاوُوا مَرَضَكُمْ بِالْصَّدَقَةِ وَأَعِدُّوا لِلْبَلَاءِ الدُّعَاءَ» نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الْجُمُعَةُ وَسِيلَةً فِي حِمَايَةِ الْمَظْلُومِينَ.

 وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: تطهير أموالنا: الزكاة

PHP Code Snippets Powered By : XYZScripts.com