خطبة

فضل صلاة الجماعة

14.11.2024
Takke Tesbih Turuncu

بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحٖيمِ 

﴿ اُتْلُ مَٓا اُو۫حِيَ اِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَاَقِمِ الصَّلٰوةَۜ اِنَّ الصَّلٰوةَ تَنْهٰى عَنِ الْفَحْشَٓاءِ وَالْمُنْكَرِۜ وَلَذِكْرُ اللّٰهِ اَكْبَرُۜ وَاللّٰهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ  

سورة العنكبوت٤٥

عن عثمان بن عفان قال: سمعتُ رسول الله ﷺ:

« مَن صَلَّى العِشَاءَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَن صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ »

صحيح مسلم – كتاب المساجد – رقم الحديث: ٢٦٠

أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْكِرَام،

الصَّلَاةُ هِيَ عِمَادُ الدِّينِ وَأَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ عَلَيْهِ الْمَرْءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَهِيَ مِنْ أَرْكَانِ الْإِسْلَامِ الْخَمْسَةِ. جَمِيعُ الْمُسْلِمِينَ فِي جَمِيعِ أَنْحَاءِ الْعَالَمِ بِاخْتِلَافِ أَلْوَانِهِمْ وَلُغَتِهِمْ يُصَلُّونَ كُلُّهُمْ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ خَمْسَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ بِشَكْلٍ وَاحِدٍ، وَبِلُغَةٍ وَاحِدَةٍ. بِإِجَابَتِنَا لِهَذِهِ الدَّعْوَةِ السَّامِيَةِ، وَبِأَدَائِنَا لِلصَّلَاةِ بِخُشُوعٍ نَتَقَرَّبُ إلَى اللَّهِ، وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُنَا، وَيُكْرِمُنَا اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْآيَةِ الَّتِي قَرَأْنَاهَا فِي بِدَايَةِ الْخُطْبَة ﴿اُتْلُ مَٓا اُو۫حِيَ اِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَاَقِمِ الصَّلٰوةَۜ اِنَّ الصَّلٰوةَ تَنْهٰى عَنِ الْفَحْشَٓاءِ وَالْمُنْكَرِۜ وَلَذِكْرُ اللّٰهِ اَكْبَرُۜ وَاللّٰهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ

إِخْوَتِيَ الْأَعِزَّاء،

عِنْدَمَا يُؤَدِّي الْمُسْلِمُ صَلَاتَهُ بِخُشُوعٍ، وَبِحُضُورِ قَلْبِهِ، وَبَدَنِهِ، وَعَقْلِه، وَرُوحِهِ يُحَافِظُ عَلَى نَفْسِهِ مِنَ الشَّرِّ وَالْفَسَادِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى عَنِ الَّذِينَ يُصَلُّونَ وَمَازَالَ بِقُلُوبِهِمْ شَرٌّ وَفَسَادٌ (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ*الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ). الَّذِي يُصَلِّي صَلَاتَهُ بِخُشُوعٍ لِلَّهِ لَا يَجُوزُ لَهُ أَنْ يُظْلِمَ أَحَدًا، أَوْ أنْ يَكْذِبَ وَيَخْدَعَ وَيَغْتَابَ أَحَدًا، أَوْ يَتْرُكَ الْمَظْلُومَ أَوْ الْيَتِيمَ أَوْ الْفَقِيرَ دُونَ رِعَايَةٍ، أَوْ أنْ يَقْطَعَ عَلَاقَتَهُ بِأَخِيهِ الْمُسْلِمِ أَوْ جَارِهِ أَوْ قَرِيبِهِ. وَكَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْضِعُ الصَّلَاةِ مِنَ الدِّينِ كَمَوْضِعِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ “ وَلِذَلِكَ فَإِنَّ الَّذِي يُصَلِّي يَكُونَ قَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَأَدَّى أَفْضَلَ الْعِبَادَاتِ عِنْدَ اللَّهِ. الَّذِي يُصَلِّي بِخُشُوعٍ يَتَطَهَّرُ قَلْبُهُ وَرُوحُهُ مِنْ الْمَعَاصِي، وَالذُّنُوبِ، وَالْأَدْنَاس. وَمَنْ يُصَلِّي لِلَّهِ الصَّلَاةَ فِي وَقْتِهَا خَمْسَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ تَقْوَى عَلَاقَتُهُ بِاَللَّه.

أيُّها الإخْوَةُ الأفاضِل،

إنَّ لِصَلَاةِ الْجَمَاعَةِ فَضْلًا عَظِيمًا، وَثَوَابًا جَزِيلًا. قَال رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «صَلاَةُ الجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلاَةَ الفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً» إنَّ صَلَاةَ الْجَمَاعَةِ تَكُونُ وَسِيلَةً لِنَتَعَرَّفَ عَلَى بَعْضِنَا الْبَعْضِ، وَنُشَارِكَ الْفَرَحَ وَالْحُزْنَ مَعًا وَلِتَرْبُطَ الْقُلُوبَ، وَتَزِيدَ الْمَحَبَّةُ وَالْأُخُوَّةُ وَالِاحْتِرَامُ بَيْنَ الْمُصَلِّينَ وَالْجَمَاعَةِ. الصَّلَاةُ فِي الْإِسْلَامِ تَتَجَاوَزُ كَوْنَهَا عَمَلًا فَرْدِيًّا؛ فَهِيَ أَيْضًا تَعْبِيرٌ عَنْ وَحْدَةِ الْأُمَّةِ الْإِسْلَامِيَّةِ وَتَمَاسُكِهَا، حَيْثُ يَتَجَمَّعُ الْمُسْلِمُونَ فِي الْمَسَاجِدِ لِأَدَاءِ الصَّلَوَاتِ جَمَاعَةً دُونَ تَفْرِقَةٍ بِغَضِّ النَّظَرِ عَنْ الْعَرْضِ، وَاللَّوْنِ، وَاللُّغَةِ، وَالْوَضْعِ الِاجْتِمَاعِيّ. بِالْإِضَافَةِ إلَى ذَلِكَ أَنَّ لَهَا أَهَمِّيَّةً خَاصَّةً مِنْ حَيْثُ تَعْزِيزُ الْوَعْيِ الِاجْتِمَاعِيّ مِنْ خِلَالِ تَحْقِيقِ الْمُسَاعَدَاتِ.

إِخْوَتِيَ الْأَعِزَّاء،

الصَّلَاةُ هِيَ عِمَادُ الدِّينِ. لَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ هُنَاكَ أَيُّ عُذْرٍ وَمَانِعٍ لِأَدَاءِ الصَّلَاةِ. وَلِذَلِكَ يَنْبَغِي عَلَى الْقَادِرِينَ أنْ يَحْرِصُوا عَلَى أَدَاءِ صَلَوَاتِهِمْ جَمَاعَةً فِي الْمَسْجِدِ، وَلَا نَنْشَغِلْ عَنِ الْجَمَاعَةِ بِسَبَبِ مُشَاهَدَتِنَا الْبَرَامِجَ التِّلْفِزْيُونِيَّةَ. مَنْ لَا يَجِدُ فُرْصَةً لِأَدَاءِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ كُلِّهَا فِي الْمَسْجِدِ عَلَى الْأَقَلِّ لِيُصَلِّ الْفَجْرَ وَالْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ. وَلْنُشَارِكْ فِي الِاجْتِمَاعَاتِ الَّتِي تُنَظِّمُهَا جَمَاعَتُنَا عَقِبَ صَلَاةِ الْفَجْرِ، وَلَا نَنْسَ أنَّنَا سَنُوَدِّعُ الدُّنْيَا بِالذِّهَابِ إلَى الْآخِرَةِ بِصَلَاةِ الْجِنَازَةِ، وَبِشَهَادَةِ ذِكْرَانَا الطَّيِّبَة، وَبِدُعَاءِ إِخْوَانِنَا الَّذِينَ كُنَّا نَصْطَفُّ مَعَهُمْ كَتِفًا بِكَتِفٍ فِي سَاحَةِ الْمَسْجِدِ.

 بَشَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُسْلِمِينَ بِقَوْلِهِ «مَن صَلَّى العِشَاءَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَن صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ»

 جُمْعَتُكُمْ مُبَارَكَةٌ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.

خُطْبَة

PHP Code Snippets Powered By : XYZScripts.com