﴿قُلْ اِنَّ صَلَاتٖي وَنُسُكٖي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتٖي لِلّٰهِ رَبِّ الْعَالَمٖينَۙ ﴿١٦٢﴾ لَا شَرٖيكَ لَهُۚ وَبِذٰلِكَ اُمِرْتُ وَاَنَا۬ اَوَّلُ الْمُسْلِمٖينَ ﴿١٦٣﴾ ﴾

عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:

«عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ»

أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْكِرَام،

اليَوْمُ يَوْمُ الجُمُعَةِ وَنَحْنُ المُؤْمِنُونَ نَجْتَمِعُ مَعَا فِي المَسَاجِدِ لِلْعِبَادَة. اليَوْمُ هُوَ مِنَ الأَيَّامِ الَّتِي نَرَى فِيهَا النُّورَ وَالسُّرُورَ؛ لِأَنَّ غَدًا هُوَ يَوْمُ عَرَفَة، وَاليَوْمَ الَّذِي يَلِيهِ هُوَ يَوْمُ العِيدِ. مَهْمَا حَمِدْنَا اللهَ وَشَكَرْنَاهُ عَلَى هَذِهِ النِّعَمِ لَنْ يَكْفِيَ. يَقُولُ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ﴿قُلْ اِنَّ صَلَاتٖي وَنُسُكٖي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتٖي لِلّٰهِ رَبِّ الْعَالَمٖينَۙ ﴿١٦٢﴾ لَا شَرٖيكَ لَهُۚ وَبِذٰلِكَ اُمِرْتُ وَاَنَا۬ اَوَّلُ الْمُسْلِمٖينَ﴾

هَذِهِ الآيَةُ تُذَكِّرُنَا بأنَا كَمُؤْمِنِينَ يَنْبَغِي أَنْ نَخْضَعَ لله فَقَطْ بِعِبَادَاتِنَا، وَبِحَيَاتِنَا، وَمَمَاتِنَا، وَفِي كُلِّ لَحْظَةٍ فِي حَيَاتِنَا. كَمَا نَقْرَأُ كُلَّ يَوْمٍ أَرْبَعِينَ مَرَّةً فِي سُورَةِ الفَاتِحَةِ (إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ)

عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ» 

هَذَا الْحَديثُ يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّهُ يَنْبَغِي عَلَيْنَا أَنْ نَتَحَلَّى بِالصَّبْرِ وَالشُّكْرِ، وَأَنْ نَسْعَى لِنَيْلِ رِضَى اللهِ فِي كُلِّ جَانِبٍ مِنْ حَيَاتِنَا.

أيُّها الإخْوَةُ الأفاضِل،

غَدًا يَوْمُ عَرَفَة، وَيَوْمُ عَرَفَة هُوَ يَوْمٌ لَهُ فَضْلٌ عَظِيمٌ، يَنْبَغِي عَلَيْنَا أَنْ نَقْضِيَ هَذَا اليَوْمَ بِالدُّعَاءِ وَالاِسْتِغْفَارِ. وَبَشَّرَنَا نَبِيُّنَا المُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَبُولِ الدُّعَاءِ فِي يَوْمِ عَرَفَة. وَفِي هَذَا اليَوْمِ المُبَارَكِ لَا نَنْسَ الدُّعَاءَ لَإِخْوَانِنَا، خَاصَّةً إِخْوَانِنَا المَظْلُومِينَ فِي فِلَسْطِينَ، وَتُرْكِسْتَانَ الشَّرْقِيَّةِ، وَفِي كَلِّ بُقْعَةٍ مِنْ بِقَاعِ الأرْضِ. وَنَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَنْصُرَهُمْ جَمِيعًا.

إِخْوَتِيَ الْأَعِزَّاء،

عِيدُ الأَضْحَى الَّذِي سَنُدْرِكُهُ يَوْمَ الأَحَدِ، هُوَ ذِكْرَى لِأَمْرِ اللهِ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ إبراهيمَ بِذَبْحِ ابْنِهِ إسْمَاعِيلَ. وَرَغْمَ ثِقَلِ الْأَمْرِ وَفَجِيعَتِهِ، لَمْ يَكُنْ مِنْ إبراهيم سِوَى الطَّاعَةِ لِأَمْرِ اللهِ. وَمِنْ أَجْلِ صِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ هَذِهِ جَعَلَهُ اللهُ خَلِيلًا لَهُ، وَقَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَنْهُ فِي كِتَابِهِ الْكَرِيمِ: ﴿اِنَّ اِبْرٰه۪يمَ كَانَ اُمَّةً قَانِتًا لِلّٰهِ حَن۪يفًاۜ وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِك۪ينَۙ﴾ 

وَهَذَا يُعَلِّمُنَا مَا مَعْنَى أَنْ نَتْرُكَ كُلَّ شَيْءٍ فِي حَيَاتِنَا لله، وَأَنْ نَجْعَلَ رِضَا اللهِ قَبْلَ أَيِّ شَيْءٍ. يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَتَجَنَّبَ الكَبَائِرَ وَالمَعَاصِي فِي كُلِّ لَحْظَةٍ مِنْ حَيَاتِنَا، وَيَنْبَغِي أَنْ نَجْعَلَ عِبَادَاتِنَا لله فَقَطْ، وَنَكُونَ لَهُ عَابِدِينَ مُخْلِصِينَ. لَا نَنْسَ أَنَّ كُلَّنَا فِي دَارِ الاِمْتِحَانِ. يَجِبُ أَنْ نُنَظِّمَ حَيَاتَنَا بِهَذَا الوَعْيِ، وَيَجِبُ أَنْ نَخْضَعَ دَائِمًا لله، وَنُنَظِّمَ وَنُرَتِّبَ حَيَاتَنَا بِنَاءً عَلَى ذَلِكَ.

أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْكِرَام،

لَا تَنْسَوْا أَنْ تُشَارِكُوا مَعَنَا فِي إعْطَاءِ اُضْحِيَتِكُمْ قَبْلَ حُلُولِ العِيدِ. إِخْوَانُنَا الَّذِينَ يُرِيدُونَ المُشَارَكَةَ فِي الْأُضْحِيَةَ فَلْيَتَبَرَّعْ الشَّخْصُ بِنَفْسِهِ عَنْ طَرِيقِ المُمَثِّلِينَ الَّذِينَ فِي جَمْعِيَّتِنَا أَوْ يُمْكِنُ التَّبَرُّعُ عَنْ طَرِيقِ مَوْقِعِنَا hasene.org. لَا نَنْسَ بِأَنَّ هُنَاكَ مَلَاَيِينُ مِنَ المُحْتَاجِينَ يَنْتَظِرُونَ تَبَرُّعَاتِكُمْ، وَيَنْتَظِرُونَ مِنَّا المُسَاعَدَةَ. نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْ عِبَادِهِ الصَّالِحِينَ الخَاضِعِينَ لَأَوَامِرِهِ. اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا أُضْحِيَتَنَا وَسَائِرَ أَعْمَالِنَا. اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا دُعَائَنَا وَدُعَاءَ المُسْلِمِينَ فِي يَوْمِ عَرَفَة، وَفِي هَذِهِ الْأَيَّامِ المُبَارَكَةِ. اللَّهُمَّ ثَبِّتْ قُلُوبَنَا وَثَبِّتْنَا عَلَى الصِّرَاطِ.

 جَمْعَةٌ مُبَارَكَةٌ، وَعِيدُكُمْ مُبَارَكٌ

خُطْبَة