خطبة
خُطْبَةُ الْجُمُعَة اِتِّبَاعُ سُنَّةِ الْمُصْطَفَى
31.08.2023بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحٖيمِ
﴿ قُلْ اِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّٰهَ فَاتَّبِعُونٖي يُحْبِبْكُمُ اللّٰهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْؕ وَاللّٰهُ غَفُورٌ رَحٖيمٌ ﴾
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: « مَنْ أَطَاعَنِى فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَمَنْ عَصَانِى فَقَدْ عَصَى اللَّهَ…»
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْكِرَام!
عِنْدَمَا تُذْكَرُ السُّنَّةُ، يَتَبَادَرُ إِلَى أَذْهَانِنَا نَبِيُّنَا مُحَمَّدٍ j. السُّنَّةُ تَعْنِي: اَلْاِتِّبَاعَ والْمَسارَ والتَّطْبِيق. فَسُنَّتُهُ j هِيَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ، وَهِيَ الطَريقُ الَّذِي نَطْلُبُ (أَرْبَعِينَ) 40 مَرَّةً فِي الْيَوْمِ مِنْ رَبِّنَا أَنْ يُرْشِدَنا إِلَيهِ . هُوَ الطَّريقُ الأَوْسَطُ، الطَّريقُ الصَّحيحُ بَعِيدًا عَنْ كُلِّ تَطَرُّف. فإِذَا كَانَ ثَمَّةَ سَبِيل، فَلَا بُدَّ مِنْ أَنْ تَكُونَ هُنَاكَ خَريطَةٌ ، ودَليلٌ وَعَلاماتٌ تَدُلُّ عَلَيه. وَهَذَا الدَّلِيلُ الْمٌرْشِدُ هُوَ نَبِيُّنَا j، أَرْسَلَهُ اللَّهُ مُرْشِدًا لِلْبَشَرِيَّةِ جَمْعَاء. فهو j قَدْ بَلَّغَ نُورَ الْإِسْلامِ والْإيمانِ إِلَى النَّاسِ جَمِيعًا؛ أَحْيَا قِيَمًا مِثْلَ الرَّحْمَةِ والْعَدالَةِ، وَالخَيْرِ والْجَمالِ، وَبَذْلِ الجُهْدِ لِتَصْحِيحِ الْأَخْطَاءِ والْقَضاءِ عَلَى جَميعِ أَنْواعِ الشُّرُورِ وَالْقَبَائِح .
إِخْوَتِيَ الْأَحِبَّاء!
إِنَّنَا لَمْ نَبْقَ بِلَا مُرْشِدٍ بَعْدَ وَفاةِ النَّبِيِّ j. فَسُنَّتُهُ j تُرْشِدُنَا دَائِمًا. وَهُوَ j بِذَلِكَ لَا زَالَ المِصْباحَ اَلَّذِي يُنِيرُ طَريقَنا، مَا زَالَ jيُبَشِّرُنا وَيُحَذِّرُنا، يَدْعُونَا إِلَى اللَّهِ. وَسَيَظَلُّ يُؤَدِّي هَذَا الدَّوْرَ حَتَّى يَوْمِ القِيَامَة. وَقَدْ ظَلَّ حَبْلُهُ j مُمْتَدًّا إِلَيْنَا بِجُهُودِ الْمُؤْمِنِينَ، رِجَالاً ونِساءً، مِنَ العُلَماءِ وَالصَّالِحِينَ والصِّدِّيقِينَ حَتَّى وَصَلَتْ إِلَيْنَا اليَوْمَ بِحَمْدِ اللَّه.
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْكِرَام!
كَيْفَ يُمْكِنُنَا الِاسْتِفادَةُ مِنْ نُورِ النَّبِيِّ اَلَّذِي يُنِيرُ طَريقَ الهِدايَةِ؟ لَا سَبِيلَ إِلَى أَنْ نُصْبِحَ جَمِيعًا عُلَمَاءَ فِي عُلومِ القُرْآنِ والْحَديث. وَلَكِنْ مِنْ وَاجِبِنا أَنْ نَكونَ مُؤْمِنينَ يُؤْمِنُونَ حَقًّا، وَيُجَاهِدُونَ بِالْأَعْمَالِ الصّالِحَةِ. لِهَذَا السَّبَبِ، يَجِبُ أَنْ نُقَوِّيَ عَلاقَتَنَا بِالقُرْآنِ الكَريمِ. يَجِبُ عَلَيْنَا قِراءَةُ القُرْآنِ بِانْتِظَامٍ وَبَذْلُ جُهْدٍ مُسْتَمِرٍّ لِفَهْمِهِ .
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْكِرَام!
يَجِبُ أَنْ نَأْخُذَ أَوامِرَ اللَّهِ وَرَسولِهِ عَلَى مَحْمَلِ الجِدِّ وَنَعْمَلَ عَلَى اِتِّبَاعِهَا. قَالَ النَّبِيُّ j: “مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّه، وَمَنْ يَعْصِنِي فَقَدْ عَصَى اللَّه”. فَمَا يَأْمُرُ بِهِ j لَيْسَ مِنْ عِنْدِ نَفْسِهِ، بَلْ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى. فَقَدْ قَالَ تَعَالَى: “قُلْ اِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّٰهَ فَاتَّبِعُونٖي يُحْبِبْكُمُ اللّٰهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْؕ وَاللّٰهُ غَفُورٌ رَحٖيم.”
إِخْوَتِيَ الْأَحِبَّاء!
عَلَيْنَا أَنْ نُحَسِّنَ أَخْلاقَنَا وَسُلوكَنَا مِنْ سُنَّةِ نَبِيِّنَا j. يَجِبُ أَنْ نُحَدِّدَ عَادَاتِنا وَسُلوكِيّاتِنا السَّيِّئَةَ أَوِ الْخَاطِئَةَ وَنُحاوِلَ التَّخَلُّصَ مِنْهَا. فَلْنَسْعَ وَلْنَجْتَهِدْ لِلْفَوْزِ بِتَوْفِيقِ اللَّهِ تَعَالَى. وَطَرِيقُ ذَلِكَ كُلِّهِ هُوَ أَنْ نُحِبَّهُ j أَوَّلًا مِنْ كُلِّ قَلْبِنَا، فَبِالْحُبِّ يَسْهُلُ الْعَسِيرُ وَيَقْرُبُ الْبَعِيدُ بِإذْنِ اللَّه. أَسْأَلُ الْمَوْلَى عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَرْزُقَنَا حُبَّهُ وَحُبَّ نَبِيِّهِ j وَحُبَّ كُلِّ عَمَلٍ يُقَرِّبُنَا إِلَيْه. إِنَّهُ وَلِيُّ ذَلِكَ وَالْقَادِرُ عَلَيْه. آمِين!